قدم واحدة وعكازة تعيل أبو كرم في بيع القهوة
على قدم واحدة.. أبو كرم يعمل ويدعو لعدم الاستسلام
بعكازتين وقدم واحدة، يحمل “أبو كرم” “طرمز” القهوة متنقلاً بين سيارات المنتظرين لتعبئة الوقود عند كازية الجلاء بمنطقة المزة في “دمشق”. يسقيهم القهوة التي تؤنس وقت انتظارهم، مقابل مبلغ أقل ما يقال عنه “رمزي”.
سناك سوري-صفاء صلال
يجذب الرجل الثلاثيني “فهد علي” بابتسامته وإصراره على العمل تحت أشعة الشمس العمودية، إعجاب زبائنه. الذين يمتعضون من وقت الانتظار ودرجات الحرارة المرتفعة، فهو لا يكل ولا يمل من تلبية طلباتهم، وبترحاب كبير يقدمها لهم.
يُخبر “أبو كرم” سناك سوري عن تفاعل الناس معه في بيع القهوة، فالناس يعاملونه بلطف وينظرون إليه بفخر. دفعه ذلك منذ سنة ونيف وحتى اليوم للاستمرار في بيع القهوة على أوتستراد المزة. ولا ينفك الرجل الثلاثيني عن قول “الحمدلله” أثناء حديثه، فهو راض بإصابته وقدره الذي خطته له السماء.
لا يقبل “أبو كرم” بأن يتحول إلى “عالة” على من حوله. فهو رب أسرة لديه ابنه “كرم” لهُ من العمر سنتين، وطفل آخر سيبصر الحياة بعد عدة أشهر.
اقرأ أيضاً: الأخوان ريحان بائعا الزهرة المباركة في دمشق
«أنا قادر وأستطيع العمل حتى لو كنت على قدم واحد»، يقول “أبو كرم”. ويضيف: «لن أحرم ابني من شيء ولن أكون اتكالي على أحد. لو كنت مشلولا أو على قدم واحدة أو زحف لن أيأس وسأعمل لإطعام عائلتي».
يؤمن “أبو كرم” أن تأمين لقمة العيش الحلال صعبة في هذه الأيام، وهناك المئات من الأشخاص الذين يحاولون البحث عن فرصة عمل جيدة. وإيجاد مصدر رزق لسد احتياجاهم، ويدعوهم لعدم الاستسلام والبقاء منتظرين حلول المعجزات. فالمعجزات بحاجة للسعي والسعي يجلب العمل والمرود المالي الذي يريده كل واحد منا.
وعن عمله في بيع القهوة يتحدث أبو كرم: «كل الناس تعرف تعمل قهوة. بس لما تشتغل بصدق واخلاص رح تكون أطيب قهوة بالعالم» فالقهوة بالنسبة له “احساس ونفس”.
يجني أبو كرم قتات يومه من بيع القهوة ويعيش في ظروف معيشية صعبة. منذ إصابته في حلب عام 2016.
«يلي بيرضى بيعيش والقناعة كنز لا يفنى». بتلك الكلمات اختصر أبو كرم حياته بعد الإصابة خاتما حديثه مع سناك سوري.
اقرأ أيضاً: يعمل بيد واحدة.. محمد الصعيدي ثلاثيني يخضع لامتحان الإعدادية