في يوم المرأة العالمي، لن تهتم نساء سوريا بتلقي المعايدات فهن مشغولات بتلقي التعازي بأبنائهن وأزواجهن الذين قضوا قرباناً لحرب لا تنتهي.
سناك سوري- رحاب تامر
بالتأكيد فإن اللاجئ السوري الذي قتل زوجته ببث مباشر عبر الفيسبوك بينما يقطر الدم “الأنثوي” من سكين استخدمها في قتلها، لأنها تجرأت على الزواج بغيره بعد طلاقها، لن يحتفل أو يسيط باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم 8 آذار من كل عام.
لكن ذلك الذي ضرب زوجته ربما لأنها تجرأت ورفعت صوتها بوجه ذكورته، لن يتوانى أن يقول لها كل عام وأنت بخير، وأولئك المسؤولون الذين فشلوا في تعديل قانون يتيح للمرأة السورية أن تمنح جنسيتها لأبنائها، لن يغيبوا عن احتفالية ما بهذا اليوم تحضرها كافة وسائل الإعلام التي سيحرصون من خلالها على توجيه معايدات للمرأة الصامدة والمعطاءة…الخ.
ففي يوم المرأة العالمي يا سادة، لن ننسى أبداً الاحتفال بالقشور بينما يغيب المضمون خلف ذكوريتنا وجهلنا وتخلفنا وتمسكنا بعادات بالية يرفضها العقل والمنطق وتفرضها الذكورة تجسيداً للمثل القائل “حكم القوي على الضعيف”.موقع سناك سوري.
وفي يوم المرأة العالمي، لن تهتم نساء سوريا بتلقي المعايدات فهن مشغولات بتلقي التعازي بأبنائهن وأزواجهن الذين قضوا قرباناً لحرب لا تنتهي، بينما سيحرص المجتمع الدولي على التذكير بهن دون أن يحرك ساكناً لإنقاذهن، بينما ستنفرد صحافة المعارضة بعرض واقع المرأة السورية ومعاناتها من الحكومة، وإعلام الأخيرة سيحرص على عرض واقع المرأة وماتعانيه في ظل سيطرة الكتائب الإسلامية المتطرفة، سيخلقون حرباً جديدة وفرد عضلات جديد، بينما المرأة السورية التي يستخدمونها كواجهة لحربهم آخر اهتمامتهم وخارج تفكيرهم.
في يوم المرأة العالمي، تحتاج المرأة لظروف لا تحكمها الحرب، هي لا تحتاج للمباركات والتهنئات هي تحتاج أن تحتضن أطفالها دون الخوف من قذيفة أو غارة، تحتاج أن ترسل أطفالها للمدارس وتحملهم “عرايس الزعتر والجبنة” دون خوف من عدم عودتهم إليها، تحتاج أن تقبل خد زوجها في الصباح وهو ذاهب إلى عمله لا إلى جبهات القتال، تحتاج أيضاً ألا تقضي تحت رحمة المخيمات وكبار السن الذين يريدونها وهي في مقتبل العمر زوجة لرغبات آخر العمر، هي تحتاج حياةً فقط وليس يوماً للإحتفال على أنقاضها.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضا : ابنة دوما.. السيدة التي أرادت لصوتها أن يعلو فوق صوت القذيفة