استطاعت الدراما السورية التعمق والذهاب بعيداً عن الصورة النمطية السائدة لعلاقة الآباء بالأبناء، وعرضت عدة مشاهد في العديد من المسلسلات، تنتهي علاقات الأبوة فيها بطريقة مأساوية، كما في حالة “أبو ريان” وابنه بمسلسل “كسر عضم” مؤخراً، ومن قبله النهاية الشهيرة لـ”ابن الوهاج” وابنه أيضاً، واللذان تم تجسديهما بطريقة واقعية بجريمتي قتل في “سوريا” حدثتا مؤخراً.
سناك سوري – خاص
يرى البعض أن المسلسل عبارة عن حلقات تملي وقته، والبعض الآخر قد تحفز أفكاره نحو التحقق من مقدار صوابها وخطأها، فأصبحت جزءاً من كل بيت وتسللت إلى العقول بكل خفة، تحدثت عن تفاصيل يخشى معظمنا تناولها تماشياً مع معتقدات سائدة خاصة فيما يتعلق بمفهوم العلاقات الأسرية ومفهوم الضحية الحقيقي مهما كان موقعه.
عدسات رصدت حقيقة أن الأهالي في بعض الأوقات يلعبون دور الجاني بشكل مباشر أو غير مباشر، ففي مقارنة بسيطة بين مسلسل “الجوارح” و”كسر العضم” كعملين، تقاطعا بفكرة قتل الأب لابنه، ليمثل الفنان “فايز قزق” في دور “أبو ريان” القاتل غير المباشر ومن دون أداة قتل صريحة، بعد أن دفع بابنه نتيجة جشعه للانتحار الذي بدوره وقع في استحالة إيجاد الحل الوسط بين شعوره اتجاه أبيه وواجبه المهني ما شكل اعوجاجاً في تفكيره فواجهه برصاصة، هي من أيقظت شعور الأبوة لكن بعد فوات الأوان.
وعن عمد وإصرار قتل “ابن الوهاج” الفنان “أسعد فضة”، ابنه “أسامة” الفنان “ايمن زيدان” في حالة مغايرة تماماً فالابن هنا هو من حمل الشر بأفكاره واختار القوة حلاً لبسط سيطرته وإرضاء غروره في تحقيق سلطته، بطريقة خالفت الهدف الذي قصده أباه فقتله برمحه، أما “ريان” الذي انساق للسلطة تماشياً مع رغبة أبيه ولم يستطيع مجاراة عواقبها فقتل نفسه بسبب والده.
“ابن الوهاج” و” أبو ريان” كقاتلين ظهرا في مسلسلات درامية ليسا وليدا البيئة ذاتها، وإنما يجسدان استمراراً لعقلية تطبق بأشكال مختلفة، وتكرس فكرة أن الأب في كل الحالات هو الأكثر شجاعة على اتخاذ القرارات في مصائر أبنائهم، فواقعاً لا يمكن أن نغفل حدوث جرائم قتل مشابهة، مثل جريمة القتل التي وقعت العام الجاري في إحدى مناطق ريف حماة عندما أقدم الأب على إطلاق النار على ولده بعد خلاف عائلي، أتبعه بإطلاق النار على نفسه كقرار خاطئ كان نتيجة لقرار خاطئ، وبفترة ليست بعيدة في شهر شباط الفائت شهد حي النشوة الغربية جنوب غرب مدينة الحسكة جريمة قتل ولد يبلغ من العمر23 عاماً على يد والده بعد شكاوى متكررة من الجيران وتورط ابنه في قضايا نصب ومشاجرات مع أهالي قريته والقرى المجاورة فكان القتل سيفاً قطعت به القصة.
اقرأ أيضاً: مشاهد القبل.. هل تمهد لدراما سورية أكثر جرأة؟