سناك سوري-رامي أبو اسماعيل
تماشياً مع العادات والتقاليد الوطنية والبعثية في البلاد، قرر مجموعة من أصدقائي التقدم لفحص العضوية العاملة بعد حصولهم على درجة الأستذة في المحاماة فحسهم الوطني العالي واقتناعهم بأهداف الحزب على الصعيد المحلي والعربي وحرصهم على الحصول على وظيفة أو أي شيء آخر في الدولة جعلهم يسارعون لتثبيت عضويتهم الحزبية.
وهكذا بدأوا بقراءة أهداف الحزب وتاريخه وإنجازاته مستعدين للفحص عملاً بنصيحة أحد الرفاق الحزبيين الذي قال لهم إن الفحص يشمل ثقافة عامة بالإضافة لأسئلة متخصصة بالحزب, في اليوم المنشود ذهبوا مشاريع رفاق للفحص وجلسوا بقاعة صغيرة بجانب عدد من الفتيات والشبان يشاركونهم بذات الحس الوطني العالي وفي صدر الغرفة شكل ثلاثة رفاق حزبيين لجنة تشبه لجنة (ذا فويس) بحسب وصفهم.
اقرأ أيضاً: تنسيب طلاب الصف الأول جماعياً إلى طلائع البعث
بدأت الأسئلة تنهار على الشباب بدءً من رسمة الموناليزا وليس نهاية بألوان القوس قزح, إلا أن الأسئلة بدأت بالتطور فسأل أحد أعضاء اللجنة فتاة بدا عليها التلبك قبل السؤال، عن تاريخ ثورة 8 آذار فابتسمت وجاوبته بثقة في 6 تشرين أول عام 1973 ضحك الجميع بصمت.
لم تنته القصة هنا فالفاجعة كانت أكبر عندما طرح أحد أعضاء اللجنة سؤالاً على شاب يبدو عليه صغر السن قال له عضو اللجنة، من هو قائد حرب تشرين التحريرية؟، فأجاب الشاب بنبرة لا تخلو من السخرية سلطان باشا الأطرش, دب الصمت أرجاء المكان فاحمرت وجوه أعضاء اللجنة وغصت ضحكة أصدقائي في حناجرهم إلى أن خرجوا من القاعة ومازال الرفاق متشوقين لمعرفة مصير الشاب أكثر من معرفة نتيجة فحصهم.
اقرأ أيضاً: عضو القيادة القطرية و”منهجية تسيير الخطى” في حلب!