في غياب “حجي المشتل” من يعيد زراعة دير الزور بعد أن أحرقتها الحرب!؟؟
“أحمد قاسم الشمالي” المزارع الأمّي نافس كبار المهندسين الزراعيين
سناك سوري – دير الزور
مضى أكثر من 20 عاماً على وفاة “أحمد قاسم الشمالي” أو “حجي المشتل” كما كان يعرفه الأهالي في مدينة “دير الزور” شرق سوريا، وهو الذي حصل على علاوة استثنائية بداية سبعينات القرن الماضي جعلت صورته تعلو الساحة العامة في المدينة كبطل للإنتاج في “المشتل” (المركز الزراعي الذي أسس عام 1961).
وعلى الرغم من أمية “الشمالي” إلا أنه كان مرجعاً زراعياً مهماً لا يضاهيه أحد فحبه للزراعة جعله ينتقل للعمل في المشتل “المركز الزراعي” بـ “دير الزور” ويبدأ بتحسين عمل المركز بخبرات ريفية بحتة تفوقت على أفضل المهندسين الزراعيين حينها.
اقرأ أيضاً: نسبة الدمار في دير الزور تصل إلى 90% وكلفة الإعمار خيالية
اتسم الرجل الريفي بالبساطة في الحلول والتي ورثها عن والديه وخبرته الحياتية، حيث قدم خدمات لا تعد ولا تحصى لمجال الزراعة في محافظة “دير الزور” وريفها منها زراعة النخيل وتربية النحل التي أدخلها إلى المحافظة.
من الإنجازات اللافتة لهذا المزارع الريفي الراحل أنه زرع شجرة “حمضيات” في دير الزور وكان ينتج منها “5” أصناف من الحمضيات ماجعلها شجرة استثنائية ومميزة في الشرق السوري.
لقد بقي اسم “حجي المشتل” راسخاً في أذهان معظم من سكن مدينة “دير الزور” التي قدم لها خدمات كثيرة في مجال عمله الزراعي، كما أن معظم من عرف “المركز الزراعي” لم يعرفه سوى باسم مكان عمل “حجي المشتل” الذي مدد له وظيفياً للبقاء في العمل بعد بلوغه سن التقاعد، حينها قال: «لن اترك المشتل طالما أنا على قيد الحياة».
محافظة دير الزور التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة تعاني زراعتها اليوم الأمرين بسبب الحرب وهي تنتظر من أبنائها تلاميذ “حجي المشتل” أن يعيدوا لزراعتها الألق ويطوروا الإنتاج لتعويض مافاتهم ومالحق بزراعتهم من أذية.
اقرأ أيضاً: قيادي بعثي يرتدي البزة العسكرية ويزور دير الزور بعد تحريرها