اتحاد نقابات العمال يستبدل وعوده بزيادة الرواتب، بزيادة معدل الحماسة في بيانه الخطابي الصميدعي..
سناك سوري – متابعات
تحتفل معظم البلدان في العالم في الأول من أيار من كل عام بعيد العمال العالمي، المناسبة التي تعتبر واحدة من المناسبات القلائل التي يحييها سكان العالم مجتمعين، بعد أن تم اختيار هذا اليوم إحياءً لذكرى إضراب شيكاغو في الأول من أيار في عام 1886، الذي شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، للمطالبة بتحديدة ساعات العمل بثماني ساعات فقط تحت شعار “ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”.
العمال في سوريا يحتفلون بالمناسبة أيضاً، مع تعديل بسيط في الشعار المذكور أعلاه، فالساعات الثمانية المخصصة للعمل أعلاه، قليلة بنظر العامل السوري، وبالتالي لا حاجة له لثمانية ساعات للفراغ والراحة، أو حتى ثماني ساعات للنوم (ليش الإسراف) لذلك قرر العامل السوري أن يشبع رغبته الكبيرة بالعمل، ويقضي معظم ساعات نهاره وبعضاً من أجزاء ليله في العمل في أنواع مختلفة من المهن، ليس بسبب قلة الأجور أو ارتفاع تكاليف المعيشة لا سمح الله، بل لزيادة خبرته العملية في شتى المجالات.
بدورهم السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي شاركوا في هذا العرس العمالي وأرسلوا بمعايداتهم لكل من يعمل على أرض هذه البلاد، وعلى رأسها الحكومة «اللي عاملة فينا العمايل»
كما قال “فهد” معتبراً أن هذه الحكومة «حرام تكون هون.. لازم تكوني حكومة بالمريخ أو زحل.. يارب شوفكم فوق.. هنيك».
وقد شاركه الرأي الصحفي “فراس القاضي” الذي وجه رسالة للعمال مفادها «في عيد العمال، لا يسعني إلا أن أقول:أيها العمال، لقد انعمل فينا عمل ما انعمل بحدا لا والله، لذلك العمل الوحيد الذي علينا عمله هو الاستمرار في العمل، لأن العمل اللي ممكن ينعمل فينا اذا ما عملنا، ينعمل عنو مسلسل كل عيد عمال وأنتم بخير.. وان شاء الله اللي عم يعملوه فينا ينعمل فيهم»
أما اتحاد نقابات العمال.. الممثل للشريحة المعنية بالاحتفال، والمفترض أن يكون المدافع الأول عن حقوق العمال، فقد قدم للعمال الذين فشل في الدفاع عن حقوقهم وتحول لما يشبه المؤسسة الحكومية بدلاً من القيام بدوره المناط به، قدم لهم بياناً صميدعياً لا نعرف فيما إذا كانت مصطلحاته الرنانة كافية لسد جوع العمال، أو ستر عري أبنائهم، أو فيما إذا كان ارتفاع نسبة الحماسة في البيان بديلاً عن زيادة الرواتب الموعودة منذ سنين، بينما لا يزال قرار رفع قيمة الوجبة الغذائية الذي استمر النضال لأجله سنوات، حبيس الأدراج.
الاتحاد أعلن فخره بالعمال وصمودهم ونضالهم، في وجه المؤامرات والأطماع والامبريالية ووو الخ .. مع وعد جازم وقاطع بأن يبقى إلى جانبهم من أجل تجاوز الوضع المعيشي الصعب، والدفاع عن حقوقهم وضماناتهم وتبني همومهم وتطلعاتهم لتجاوز كل انعكاسات الحرب وآثارها.(خلص يا عمال .. وعد الحر دين، بس مو معروف إيمتا بوفيه .. واصلوا صمودكم واتركوا الباقي عالاتحاد).
وبشر الاتحاد العمال أنه سيواصل التصدي للفساد وتجار الحرب والأزمات الذين “استغلوا” انشغال الدولة بأعباء الحرب ليراكموا ثرواتهم على حساب الشعب ( هدول من جماعة الإمبريالية أكيد، بس يعني هوي التصدي للفساد بلش لحتى عم تقولوا سنواصل!!)، مؤكداً أنه سيعمل “بلا هوادة” مع أجهزة الدولة ومؤسساتها التنفيذية من أجل تحقيق الإصلاح الإداري ( قادر يا كريم.. بلك ببلش هالإصلاح من الاتحاد نفسه)، مع التأكيد على ممارسة مهمته “الثابتة” في تحديث القوانين الناظمة للعمل والحماية الاجتماعية والنقابية بما يضمن العمل الآمن واللائق للعمال سواء في القطاع العام أوالخاص ( واضح أكيد .. لسا تسجيل العمال بالتأمينات الاجتماعية لا يزال موضع رفض من قبل بعض التجار ).
وفيما خلت الوعود والعهود المقدمة من ذكر صريح لزيادة رواتب العمال ورفع تعويضاتهم المعيشية، تساءل “كمال” فيما لوكان نشر إشاعة زيادة الراتب في عيد العمال، قد يترتب عليه مسؤولية الكترونية على حد تعبيره.
بدوره “يحيى” فنّد في منشور له حالة العمال في البلد حيث قال «يا عمّال الوطن ..لا تهنئة..بل مزيد من الكدّ و التعب، لا زيادة في الأجور..بل زيادة في الجَور..و زيادة في عدد ساعات العمل لا رواتب تكفي، و على الجميع العمل بدوامين لتأمين الحدّ الأدنى من متطلبات العيش»
“يحيى تابع قائلاً «لا رضى عنكم، أو عن جهودكم من قِبَلِ زوجاتكم، أو أولادكم، (أو من قِبَل أزواجكنّ، و أولادكنّ إذا كانت المرأة عاملة)..الرضى يمكنكم أن تطلبوه من الله فقط بعد أن تقدّموا نصف دخلكم على الأقل لرجال الدين، و المؤسسات الدينية كرسوم دخول إلى الجنة..»
الجنة التي ذكرها “يحيى” سيدخلها العمال وقوفاً، لأن أماكن الجلوس مخصصة للمسؤولين كما قال، داعياً العمال إلى التحدي والدفاع عن لقمة عيشهم وإلا «فإنه لن يكون أمامكم سوى أن تنتحبوا ..أو تنتحروا، ولا تحلموا بعالمٍ سعيد، فخلف كل قيصرٍ يموت، قيصرٌ جديد، و دمعةٌ حرّى.».
كلام “يحيى” لاقاه “عماد” الذي سرد حادثة كان شاهداً عليها، سنة ١٩٨٩ عندما كان يعمل في أحد مطاعم “دمشق” حيث كان رؤساء و أعضاء اتحاد نقابات العمال في “سوريا” زبائن هذا المطعم، وبينما كان راتب العامل في ذلك الوقت لا يتجاوز ٢٠٠٠ ليرة كما قال، كان هؤلاء النقابيون الذين من المفترض بهم الدفاع عن حقوق ذلك العامل، يطلبون من مدير المطعم إرسال فواتير سهراتهم التي كانت تصل لحدود 50 ألف ليرة للقسم المالي في الاتحاد وبأرقام أعلى من الحقيقية، تصل لـ 75 ألف ليرة، مضيفاً «عندما يتم قبض الفاتورة تكون حصة رئيس أي اتحاد قائم بالدعوة ٢٥ ألف يقوم المطعم بتسليمه إياها كاش» معتبراً أن العيد الحقيقي للعمال يتمثل في التخلص من الفئات الفاسدة التي لم تدافع يوماً عن حقوقهم على حد تعبيره.
بدورها “سوسن” اعتبرت أن الفائدة الوحيدة في هذا العيد بالنسبة للعمال هي العطلة الطويلة بحيث يرتاح العامل من الركض بين المواصلات، ويوفر قليلاً من المال، لاستخدامه في حملة دعم الليرة الأخيرة كما ذكرت بسخرية.
أما “سوزي” فقد اختارت جانب الهزل في معايدتها للنساء اللواتي يعملن بأزواجهن العمايل، في حين وجه “سومر” التهنئة لكل شخص «عامل حالو ذكي» كما قال.
على أمل أن تكون تهنئة العمال حقيقية في القادم من الأيام، بتمكنهم من تحصيل حقوقهم، وتحسن ظروف عملهم وأجورهم، كي لا نشعر بالخجل من تعب هؤلاء وعرقهم ونحن نردد لهم سنوياً كل عام وأنتم بخير..