
في سوريا حيث ننام على صوت المولدة الكهربائية ونستيقظ على رائحة الأزمة الاقتصادية، قررت وزارة السياحة التفرغ أخيراً للقرارات المصيرية، فذهبت باتجاه الشاطئ لا لتفعيل استثماره ومنح الطبقة الفقيرة قدرة الوصول إليه، إنما لضبط إيقاع الشورت والبكيني!
سناك سوري-رجال بشورت
لم يعد مسموحاً لنا نحن الرجال السير بشورت على رمال البحر، كما لو أنّ الركبة سبب تدهور الليرة، والصدر “أبو عضلات” أو حتى المترهل وذاك المنطوي على نفسه لشدة الجوع والحاجة، يبدو وكأنه مسؤول عن الانقسام المجتمعي، يجب تغطيته فوراً حفاظاً على السلم الأهلي!
بالنسبة للنساء، نعتذر منكن “البكيني” عدو متربص بالقيم، منعَ التعليم، ورفعَ أسعار الخبز، وأوقفَ عجلة العدالة الانتقالية، فهل يعقل “وا سيدتي” أن تجلسي على الشاطئ بملابس السباحة، في حين أن المواطن لا يجد مياهاً صالحة للشرب، الدنيا أولويات يا جماعة، أولويات!
لنكن منصفين، السياحة لم تأت “بقوانين الاحتشام” من فراغ، فها هي الحكومة رممت الأبنية المهدمة، وأفرغت الخيام، ورفعت الرواتب، وأعادت الموظفين والموظفات المفصولات، وأوقفت الانتهاكات التي تهدد بانهيار السلم الأهلي، ومنحت الطلاب أجور النقل إلى جامعاتهم، بعد كل هذا كان يجب اتخاذ خطوة للحفاظ على المجتمع من شر البكيني وساق الرجل العارية!
في سوريا وبعد انتهاء عمليات الإعمار، وإنجاز الدستور الخ الخ، آن الأوان أن نلتفت إلى الخطر الحقيقي ساق رجل عارية على شاطئ، وكتفي امرأة، ودعونا نحتفل الآن بانضمام “تقييد اللباس على الشاطئ” إلى قائمة الإنجازات الكبرى، مثل عدالة لا يعرف عنها أحد، ورواتب تكفي ليومين شرط ألا تأكل أو تشرب، وأبنية شاهقة من الأمنيات.
سوريا تمام التمام، لا بل رائعة، نعم قد لا تجد ماءً كافياً للشرب، لكن تأكد أن الشاطئ صالح أخلاقياً للعرض العائلي!