في ذكرى رحيله .. عدنان بوظو رائد الإعلام الرياضي السوري المبتكر
بوظو.. حقوقي ولاعب وحكم ومعلّق ومقدّم وكاتب رياضي
لا يمكن الحديث عن الإعلام الرياضي في “سوريا” دون أن يقفز إلى البال مباشرة اسم “عدنان بوظو”. كواحد من أبرز روّاد المجال.
سناك سوري _ دمشق
يوم 25 تشرين الأول 1995 رحل “بوظو” عن 59 عاماً لكنه لم يرحل من ذاكرة السوريين. حتى الأجيال التي لم تعاصره حين كان على الشاشة فإنها سمعت باسمه واستعادت مقاطع من مباريات المنتخب كان صوت “بوظو” يميزها بتعليقه الهادئ.
«لا بد لنا أن نعترف له بأنه الأستاذ والأقدم والمبتكر» هكذا يتحدث الإعلامي الرياضي “ياسر علي ديب” عن “بوظو“. الذي كان أسلوبه في التعليق على المباريات يعتمد الصوت الهادئ والعبارات المنتقاة لوصف ما يحدث فوق المستطيل الأخضر.
سيرة “بوظو” تكشف عن حياة حافلة ومتنوعة ونشاط واسع للرجل الذي تخرّج من كلية الحقوق بجامعة “دمشق”. دون أن يعمل بالمحاماة، فقد اتجه إلى عالم الرياضة وابتدأ لاعباً في صفوف فريق “بردى” الدمشقي لكرة القدم. ثم أصبح لاحقاً حكماً لمباريات الكرة قبل أن يتفرّغ لخوض غمار العمل الإعلامي في المجال الرياضي.
البداية الصحفية مع البعث
البداية الصحفية لـ “بوظو” كانت عبر مقالات لجريدة “البعث” ثم جريدة “الوحدة”، وبحلول 1960 السنة التي شهدت افتتاح التلفزيون السوري. أصبح “بوظو” أول معد ومقدم للبرامج الرياضية فيه، وترأس القسم الرياضي في التلفزيون. فقدّم برامج مثل “محطات رياضية” و”الرياضة حياة” وغيرها إضافة إلى تعليقه على المباريات. كما قدّم عبر الإذاعة برنامج “ملاعبنا الخضراء” الذي كان يغطّي مباريات الدوري السوري.
لم يكتفِ “بوظو” بالإعداد والتقديم والتعليق. فبدأ بتأليف الكتب الرياضية منطلقاً بكتاب “تونس صيحة العرب في الأرجنتين” الذي تحدّث فيه عن تجربة المنتخب التونسي في مونديال “الأرجنتين” عام 1978. وكتاب “إيطاليا صراع العمالقة” وكتاب “انتصار الشباب” عن المنتخب السوري في كأس آسيا للشباب في “إندونيسيا” 1994. وعاجله الموت قبل أن يكمل كتاب “شعاع الذهب” عن البطلة الأولمبية السورية “غادة شعاع”.
أعوام كثيرة مرّت على رحيل “بوظو” إلا أن إنجازاته ومسيرته الحافلة أبقت اسمه في وجدان وذاكرة السوريين ومحبي الرياضة. وأنتجت جيلاً من الإعلاميين الرياضيين لا يزالون يعترفون بتخرجهم من مدرسته وأثره في مسيرتهم المهنية.