في حادثة نادرة: مدّرسة ترفض إجازة طبية حرصاً على طلابها، وتعطي الدروس بيد مكسورة
الطلاب قدروا عالياً موقف معلمتهم… وزاد حافزهم على التعلم
سناك سوري – طرطوس
فوجىء طلاب اللغة الفرنسية في مدرسة الشهيد “نورس طه” للتعليم الأساسي في مدينة “القدموس” بحضور مدّرسة اللغة الفرنسية “عبير قشعور” للدوام ودخولها لإعطاء الحصة الدرسية المعتادة بالرغم من إصابتها بكسر في يدها اليسرى.
طلاب المدرسة والكادر الإداري فيها تعاطفوا بشكل كبير مع المدّرسة فاتفقوا وقاموا بمفاجأتها بزيارة خاصة في منزلها حاملين لها الورد عربون محبة وشكر.
الطالب “زين عزوز” قال في اتصال هاتفي مع سناك سوري: «أحب المعلمة وزادت محبتي لها بعد ماقامت به لأجلنا حيث خططت أنا ورفاقي في الصف بالتعاون مع الموجهة لزيارتها في منزلها والاطمئنان على صحتها».
الموجهة التربوية في المدرسة “رغداء سلهب” أكدت أن ماقامت به المدّرسة كان له أثر كبير في انضباط الطلاب ضمن الحصة واندفاعهم للاطمئنان عليها، مشيرة إلى أنه كان يمكن للمدّرسة أن تسجل على الأقل ضبط شرطة تتمكن بموجبه الحصول على تعويض إصابة عمل كون الحادثة وقعت داخل حرم المدرسة خلال الدوام الرسمي لكنها رفضت.
“قشعور” التي تملك في رصيدها العملي 23 سنة خدمة في مدارس مدينة “القدموس” ومازالت حتى اليوم تدّرس 18 حصة شهرياً إضافة لحصتين إداريتين كي تكمل نصابها في المدرسة قالت في حديثها مع “سناك سوري”: «غيابي عن الحصص الدراسية سيؤدي إلى تعطيل 3 حصص درسية أسبوعياً عن طلاب كل من صفوف السابع والثامن والتاسع بالمدرسة في حال أخذت إجازة أسبوع فرضاً وفي حال كانت الإجازة أطول فإن الطلاب سيخسرون المزيد من الحصص وهو أمر يضر بطلاب شهادة التعليم الأساسي بشكل كبير».
وتضيف:«بالنهاية هم طلابي وسأعود إليهم بكل الأحوال وأنا أدرك تماماً قلّة عدد مدرسي اللغة الفرنسية بالمنطقة».
“قشعور” بدت متأثرة جداً بما حدث معها ولهفة طلابها عليها لحظة وقوعها على الأرض فكانت نبرات صوتها ممزوجة ببحة البكاء حتى أنها أخبرتنا أنها غير قادرة على مقاومة البكاء لحظة تذكرها الموقف ولم تنسّ أن تشكرنا على مبادرتنا للاتصال بها والسؤال عنها.
23 عاماً أمضتها “قشعور” في قاعات الصفوف تقدم رسالتها التعليمية وهي اليوم تمضي في تقديمها بالرغم من آلامها على عكس الكثيرين من المعلمين الذين يستغلون أبسط ظرف صحي للحصول على إجازة صحية حتى أن الكثيرين منهم يدفعون للجان الصحية مقابل الحصول عليها غير آبهين بوضع الطلاب ناهيك عن محاولة استغلال مثل هذا الظرف للحصول على التعويض المادي.
“المدّرسة الفاضلة لم تطلب شيئاً بل عبرت عن شكرها للكادر الاداري في مدرستها الذي تعاطف معها بشكل كبير.