الرئيسيةتقارير

في بيانه التأسيسي: تماسك يدعو إلى نظام لامركزي ومؤتمر وطني جامع

"تماسك" ينطلق من دمشق برؤية لامركزية تُراعي خصوصيات المناطق وتضمن وحدة الدولة

في خطوة سياسية لافتة، شهدت العاصمة دمشق أمس السبت ولادة تكتل وطني جديد تحت اسم “تحالف المواطنة السورية المتساوية” (تماسك)، بمبادرة مشتركة من عدد من القوى السياسية والتيارات المدنية.

سناك سوري-دمشق

التحالف، الذي أعلن عن نفسه عبر بيان تأسيسي رسمي، طرح رؤيته لسوريا المستقبل، داعياً إلى تبنّي نظام لامركزي يعزز دور المواطن، وإلى عقد مؤتمر وطني جامع يستند في روحه إلى القرار الأممي 2254.

وجاء في بيان التأسيس: «بدافع الشعور بالمسؤولية الوطنية، أعلنت مجموعة واسعة من القوى السياسية والمدنية والاجتماعية، عن تأسيس “تحالف المواطنة السورية المتساوية – تماسك”، كإطار جامع يهدف إلى رسم ملامح سوريا المستقبل، دولةً ديمقراطية، مدنية، متعددة، يتساوى فيها المواطنون جميعاً دون تمييز».

أمل التغيير

التحالف الذي جاء ثمرة مشاورات مكثفة استمرت لثلاثة أشهر في العاصمة دمشق، قال إنه يضع نصب عينيه إعادة لحمة البلاد وترميم نسيجها الوطني، في ظل دولة موحدة وجيش وطني محايد، يكتفي بدوره في حماية الحدود وصون السيادة، دون التدخل في الحياة السياسية.

لكن التحديات أكبر من ذلك. فالحفاظ على السلم الأهلي في بلد أنهكته الفتن والانقسامات، بات ضرورة لا تحتمل التأجيل. ويؤكد البيان التأسيسي للتحالف على ضرورة تجريم التحريض الطائفي وخطابات الكراهية، والتعامل الجاد مع ملف العدالة الانتقالية بعيداً عن النسخ الأعمى لتجارب الخارج، بل عبر مسار وطني واقعي يستجيب لخصوصية الحالة السورية.

اقتصاد عادل، وحقوق غائبة آن لها أن تعود

وفي بلد يعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر، فإن التحدي الاقتصادي يقف جنباً إلى جنب مع التحدي السياسي، ويرى “تماسك” أن الخلاص من الفقر لا يكون إلا بإعادة تشغيل عجلة الإنتاج، من زراعة وصناعة، على أسس العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، مع التأكيد على ضرورة المطالبة برفع العقوبات، دون الوقوع في أوهام قرب تحقق ذلك.

كما لم يغفل التحالف ملفات حساسة أخرى مثل الحقوق القومية للأكراد، والحقوق السياسية والاجتماعية للمرأة والشباب، مؤمناً أن هذه القضايا ليست هامشية بل جوهرية في أي عملية تحول ديمقراطي حقيقي.

مؤتمر وطني عام: خارطة طريق نحو المستقبل

ودعا التحالف إلى حوار وطني شامل، لا يستثني أحداً، بمن فيهم ممثلو السلطة الحالية، للمشاركة في التحضير لـ مؤتمر وطني عام، يؤسس لمرحلة انتقالية حقيقية، تضع سوريا على سكة دولة القانون والدستور.

وأضاف: «بما يصب في سورية دولة مدنية ديمقراطية تعددية، يحقق دستورها صيغة متطورة للعلاقة بين اللامركزية التي تضمن ممارسة الشعب لسلطته المباشرة فـي المناطق وتحقق الاكتفاء الذاتي والتوزيع العادل للثروات والتنمية فـي عموم البلاد، والمركزية فـي الشؤون الأساسية (الخارجية، الدفاع، الاقتصاد)».

أما جوهر الدولة الجديدة كما يراها “تماسك”، هو المواطنة المتساوية لكل أبنائها بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو الإثنية أو المنطقة أو الجنس، وتضمن حرية التعبير والتجمع والعمل السياسي والنقابي، وذلك بالاستفادة من روحية القرار 2254 التي تنص على حق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه.

اليد ممدودة.. والمستقبل قيد التشكيل

يختم البيان برسالة مفتوحة لكل السوريين، داخل التحالف وخارجه: «الباب مفتوح للعمل المشترك، ولمن أراد أن يكون جزءاً من إعادة تشكيل الوطن على أسس الحرية والكرامة والمساواة».

يُذكر أن تحالف “تماسك” يضم طيفاً واسعاً من القوى السياسية والمدنية من مختلف التوجهات والخلفيات، منها: جبهة التغيير والتحرير، مجلس سوريا الديمقراطية، التيار الثالث لأجل سوريا، حزب الإرادة الشعبية، حركة التجديد الوطني، وتيار مواطنة، وغيرها من المكونات التي توحدت تحت شعار واضح: “الدين لله والوطن للجميع”.

زر الذهاب إلى الأعلى