الرئيسيةشخصيات سورية

في انتظار الربيع ترك حسن حسن أبطال لوحاته عراةً ورحل

“حسن الخريف”.. فنان سلمية الذي علَّق الخريف وفيروز على خشبة

سناك سوري – ناديا المير محمود

ذاع صيت الفنان “حسن حسن” بلقبه “حسن الخريف” في مدينته “سلمية” بمحافظة “حماة”، من خلال علاقته الروحية مع الفنانة اللبنانية “فيروز” وعشقه لها، الذي جسده بصناعة ميداليات خشبية مصقولة الوجهين فقد رسم على أحد وجهيها صورة “فيروز” المحفورة في ذاكرة ملايين السوريين، وعلى الوجه الآخر رسم أشجار الخريف ، حيث أبدع في رسم الشجر العاري تاركاً لمن حوله حرية أن يمليه بالأوراق التي يرغب بها عندما يأتي ربيعه الحقيقي الداخلي.

“الخريف” هو اللقب الذي حظي به الفنان “حسن سليمان حسن” المولود في عام 1961 أمضى حياته في مشغله المعروف باسم ( الخريف) بين الرسم، النحت وصناعة التحف الخشبية و تنسيق الزهور، قبل أن يودع الحياة عام 2017 في اليوم الأخير من العرض المسرحي “ظل السيمورغ” الذي صمم ديكوره فأهدي العرض إلى روحه، التي ماتزال تحوم في كل زاوية من زوايا مسرح “أدونيا” في مدينة “سلمية”.

يقول المخرج المسرحي “رائد الجندالي” في حديثه مع سناك سوري إن لـ”حسن الخريف” خيالاً خصباً وقدرة مبدعة على ترجمة النصوص بصرياً، جعلاه قادراً على خلق البيئة الملائمة لكل نص يقرأه ليكمل بذلك فكرة المخرج، ويضيف: «كان “حسن” عاشقاً للفن يقدم دون مقابل ، صاحب فوضى خلاقة غير متقيد برسميات فرضتها طبيعة عمل أو ظروف حياة لكنه في المقابل يصنع كل شيء بدقة وبالمكان والوقت الصحيح».

اقرأ أيضاً: هيشون… فنان سوري عانق العالمية وترك خلفه مدرسةً بالفنون التشكيلية

كان مشغل “الخريف” أشبه بربيع للمثقفين والعابرين والمقيمين في “سلمية”  الذين يجدون فيه التنوع الفني “نحت، رسم” ،طاقة إيجابية ومحتوى ثقافي “خواطر، أدب، حوارات نقاشات”، إلى جانب ذلك كان “حسن الخريف” ملجأ للمتعبين في المدينة حيث يجدون فيه المستمع الجيد ، السمة التي أكسبته خيالا واسعا و زادت أفكاره ليبعث الحياة في أعماله و في ذهن كل من رآه بحسب “الجندالي”.

شارك “الخريف” في عشرات المعارض المحلية وسافر للعمل في “روسيا” في المجال ذاته، وفي عام 2007 شارك في مهرجان “محمد الماغوط” المسرحي الأول، وصمم مدخل المهرجان على شكل سوق كامل مصنوع من الخيش و الخشب، مواظباً على تصميم ديكور المهرجان خلال السنوات الثلاث التي تلت افتتاحه.

مثقفو “سلمية” يفتقدون دائماً “للخريف”، لتستعيد المسرحية “مدد الشعراني” بعضاً من ذكرياتها معه وصفاته الجميلة، فتحدثت عن بساطة الأسلوب وتواضع المظهر فقد كان يرتدي ملابس العمل في معظم الأوقات، و أكثر ما يعلق في ذهن “الشعراني” هو حضوره كل العروض المسرحية التي عمل بها جالساً في المقاعد الأخيرة وحماسته الدائمة لتعليم كل من قصده في أي معرفة أو خبرة يمتلكها في المجال الفني.

كما عمل الفنان الراحل في تصميم ديكورات العديد من العروض المسرحية منها ،”نزهة في ميدان المعركة”،”فكرة”، “نبض” ،”اختلاج”، إضافة لمساهمته في مهرجانات الربيع المقامة في المدينة آنذاك.

ابتكر الفنان “حسن الخريف” لنفسه فصلاً جميلاً خاصاً به، سيظل محفوراً في قلوب كل من عرفه و شاهد ما صنعت يداه، و ذكرى حاضرة في أذهان أهل مدينته.

اقرأ أيضاً: مديحة كنيفاتي حائرة بين فنان تشكيلي وآخر يدعمها

أمام مشغله الخاص
ديكور إحدى عروضه المسرحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى