أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف .. كيف خسرت سوريا ماءها؟

العمليات العسكرية والدور التركي وتغيرات المناخ .. فجّرت أزمة جفاف في سوريا

تعيش “سوريا” في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف المحدّد في 17 حزيران، على وقع أزمة مياه وانتشار للجفاف وخسارة لمخزون مائي. أثّر على الزراعة والأمن المائي والغذائي وحتى الصحي.

سناك سوري _ حلا منصور

مشكلة الجفاف في “سوريا” ليست جديدة ولم تبدأ خلال الحرب. لكن لا يمكن إغفال دور الأزمة في مفاقمتها خاصة من خلال الدور التركي في تخفيض حصة “سوريا” من مياه “الفرات” و”دجلة” من خلال بناء المزيد من السدود والبحيرات الصناعية على الجانب التركي من النهرين. الأمر الذي كان له آثار كارثية على السكان والأراضي الزراعية.

وقد وقّعت “سوريا” عام 1987 اتفاقاً مع “تركيا” تعهّدت خلاله “أنقرة” بتوفير 500 متر مكعب في الثانية كمعدل سنوي للجانب السوري. لكن عدم الالتزام التركي بالاتفاق خفّض الكمية إلى أكثر من النصف.

حيث قال محافظ “الرقة” “عبد الرزاق خليفة” في أيار 2021 لوكالة سانا. أن الحصة السورية انخفضت إلى 200 متر مكعب فقط ما أدى إلى العجز عن تشغيل عنفات التوليد الكهربائية في سد الفرات وتدني المتاح المائي من مياه الري والشرب.

في حين قال تقرير أصدره “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية” إن 54 محطة مياه من أصل 73 على طول الضفة الغربية لنهر الفرات تأثرت بشكل كبير بسبب الانخفاض الخطير لمنسوب المياه.

ويضاف إلى ذلك قيام القوات التركية بين الحين والآخر بتعطيل عمل محطة مياه “علوك” وقطعها لمياه الشرب عن مئات الآلاف في مدينة “الحسكة”.

انتشار الكوليرا

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تشرين الثاني من العام الماضي أن السلطات التركية تفاقم أزمة المياه الحادة والتي يعتقد أنها أدت لانتشار وباء الكوليرا في جميع أنحاء “سوريا” وانتقاله إلى الدول المجاورة. حيث لم تضمن “تركيا”
تدفقاً كافياً للمياه من المنبع نحو الجزء السوري من النهر ولا إمدادات مستمرة لمحطة مياه “علوك”.

جفاف بحيرة مزيريب

“بحيرة مزيريب” التي كانت مقصداً للسياح لكونها من أكبر البحيرات في سوريا. ومن أهم المصادر المائية في “درعا” شهدت استنزافاً سنوياً مياهها. نتيجة قلة الأمطار والتغير المناخي خلال السنوات الماضية. إضافةً إلى الحفر العشوائي للآبار في المنطقة المحيطة بها.

البحيرة التي تقع جنوب غرب “درعا” وتمتد على مساحة 10 آلاف و 500 متر مربع. تشهد دعوات إلى إزالة التعديات عن البحيرة لتلافي الجفاف الذي يضربها في كل موسم. لا سيما وأن “درعا” من أهم محافظات البلاد في الإنتاج الزراعي من الخضار والقمح والشعير.

نقص مياه الشرب

في تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 2021. قال أن “سوريا” تعاني نقصاً من مياه الشرب بنسبة 40% عمّا كان عليه الحال قبل 10 سنوات. إذ لا يعمل سوى 50% من أنظمة المياه والصرف الصحي بشكل صحيح في مختلف أنحاء البلاد.

وأضاف التقرير أن البنية الأساسية العاملة لإمدادات المياه برمتها على الكهرباء في وقت تنخفض فيه قدرة توليد الطاقة بنسبة 60٪ إلى 70٪. مشيراً إلى أن الحرب أرخت بظلالها على البنية التحتية لإمدادات المياه مثل خروج محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تخدم “حلب” و”دمشق” عام 2012 عن الخدمة جراء تدميرهما بشكل مباشر. وهو واحد من أمثلة كثيرة عن الأضرار التي لحقت بمؤسسات المياه والصرف في كافة أنحاء البلاد جراء الأعمال القتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى