على الرغم من أن سوريا أحرزت المرتبة الأولى عربياً في تصنيف الأطعمة مؤخراً. إلا أنها أيضاً تحتل المرتبة السادسة عالمياً لناحية الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي. (يا فرحة ما تمت).
سناك سوري-هبة عبد القادر الكل
اليوم 16 تشرين الأول يُصادف اليوم العالمي للغذاء. والشعار الذي أطلقته منظمة الفاو لهذا العام. هو “الحق في الأغذية من أجل حياة ومستقبل أفضل” لكن هذا الحق مايزال خارج متناول اليد نحو نصف السكان في سوريا بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وبغض النظر عن صوابية إحصاءات الأمم المتحدة، فإن نظرة واحدة على الأسعار وأخرى على الرواتب، يمكن أن تعطي لمحة عن الوضع الكارثي في البلاد. فالبيضة باتت بـ2200 ليرة، وربطة الخبز التي لا تكفي 400 ليرة. وترتفع إلى 3000 ليرة بالسعر الحر. واللحوم الحمراء 170 ألف ليرة بالحد الأدنى والدجاج 32 ألف ليرة. ومتوسط الراتب الحكومي 286 ألف ليرة.
بناءً على الوضع السابق، يبدو من المنطقي إقامة مؤتمر بعنوان: “سلامة الجوع في البلاد” لبيان كيف تجوع بأمان والتشريعات التي تضمن وصول “الجوع” إلى فئات المجتمع كافة. مع نصب تمثال تذكاري للجوع يقتدي به كل شبعان تحت شعار “الجوع يجمعنا”.
حيث نجد أنّ أعداد المعدومين غذائياً قد ارتفعت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة. ففي هذا العام بلغت 15 مليونا و447 ألفا و379 سورياً، مقارنة بالعام الماضي 2023 والذي بلغ 12 مليونا و900 ألف سورياً. بمقابل 9 مليون و300 ألف سوري لعام 2022.
وبالتالي فإن ارتفاع الأسعار المستمر يتناسب طرداً مع ارتفاع أعداد المعدومين غذائياً. ونتيجة لذلك يمكن توثيق الأطعمة السورية التي احتلت المرتبة الأولى عربياً، كمكون تراثي لم يعد في متناول يد معظم السوريين.
في اليوم العالمي للغذاء، من المفيد جداً، تعريف أطفالنا بالأنواع الغذائية التي لم تساعدهم الظروف المادية على تجربتها. من خلال صنع مجسمات بلاستيكية للموز وأنواع الفواكه الأخرى واللحوم.
وبينما يتقدم الجوع منا بخطوات رشيقة وسريعة، أعتقد أنه بات علينا تغيير بعض أمثالنا الشعبية. ليصبح “الأكل على قد المحبة”، “الجوع على قد المحبة”.
نحن السوريون أينما وجدنا في أرض الوطن، ورغم انقساماتنا الشديدة، فإن الجوع يجمعنا!