حتى لا يستفيد التجار والمشاريع الأرستقراطية كـ “ماروتا سيتي” من دعم الحكومة للاسمنت كان لا بد من رفع سعره
سناك سوري – بلال سليطين
في إطار سعيها الحثيث لتشجيع إعادة الإعمار قامت الحكومة السورية برفع سعر الاسمنت إلى الضعف تقريباً، وأصبح بإمكان المواطن دفع 125500 ليرة سورية مقابل الحصول على كل طن من الإسمنت المدعوم من الحكومة بكل تأكيد.
خيار الحكومة في رفع سعر الإسمنت بهذه الطريقة يساعد السوريين الذين لديهم منازل مهدمة على إعادة إعمارها بدل اكتناز أموالهم في القطارميز وتحت مخدة الخيمة التي يعيشون فيها.
وهو أيضاً يقف في وجه التجار والمتعهدين الذين يسرقون “قوت المواطن” فبهذه الطريقة سوف ترتفع أسعار المنازل ويصبح بإمكان المواطن بيع منزله بسعر أعلى من أجل شراء الطعام والشراب في ظل غلاء الأسعار، فليس من المنطقي أن ترتفع أسعار كل شيء للضعف خلال الأشهر الإثنا عشر الأخيرة ومنزل العزيز المواطن يبقى دون ارتفاع مضاعف، فبهذه الطريقة يمكن للمواطنين مضاعفة أسعار منازلهم ولديهم مبرر “الاسمنت سعره ارتفع”.
كما أنه من غير المعقول أن تشتري مشاريع تجارية شبه أرستقراطية مثل “ماروتا سيتي” مثلاً طن الاسمنت بسعر منخفض وتبني منازل تبيعها لأصحاب الجيوب الممتلئة في أيام الحرب هذه بسعر مرتفع دون أن ينوب الحكومة بضع فائدة من ذلك، فمن حق الحكومة أيضاً أن تأخذ حصة من هذه المشاريع العملاقة التي تخدم شريحة الجيوب الممتلئة، يعني معقول يستفاد المتعهد وأصحاب المشروع فقط، هل ترضون هذا للحكومة.
فارق السعر الذي تبيع فيه الحكومة الاسمنت من معاملها الحكومية سينعكس بكل تأكيد على خزينة الحكومة الشحيحة، والحكومة التي تهتم لشؤون المواطن بالتأكيد سوف توزع هذه الأموال على الموظفين والعاملين لكي يتنعموا بها، إما على شكل منح أو زيادات في الرواتب، هل تشكّون بكرم الحكومة.
وربما تعمل الحكومة على منح المواطنين قروضاً من دون فوائد من الإيرادات التي تجنيها من رفع سعر الإسمنت، وبهذه الحالة يسحب المواطن قرض من الحكومة ويشتري فيه اسمنت من الحكومة ويبني لنفسه منزلاً يعيش فيه أو يرممه.
أما شريحة الشباب التي تحلم بتأمين منزل في إطار سعيها للزواج وتأسيس أسرة، فإن ارتفاع أسعار المنازل الذي سينتج عن ارتفاع سعر الإسمنت لا يمكن أن يثنيها عن حلمها لكن يمكن لأبناء هذه الشرحية مضاعفة أحلامهم لتصبح متناسبة مع مضاعفة الأسعار، فمثلاً الحلم الذي كان سوف يتحقق في حياتهم هذا يؤجلوه لحياة أخرى أو يورثوه لأبنائهم وهكذا دواليك يستمر الحلم، تخيل نفسك تعيش من دون حلم ماهي قيمة حياتك عزيزي المواطن.
في النهاية عزيزي المواطن أنت بلا أدنى شك لا تعرف مصلحتك ومصلحة البلاد أكثر من الحكومة التي لديها كل المعطيات وتعرف جيداً أن رفع سعر الاسمنت أمر ضروري في هذه الأيام ليتناسب كما قلنا مع ارتفاع الأسعار، وهي أيضاً تعرف أنك بحاجة لزيادة الرواتب، وتنتظرها بفارغ الصبر، لكنها تنتظر الوقت المناسب لجعلك تتنعم بهذه الزيادة، وماعليك إلا أن تنظر إلى هذه الارتفاعات وتدعو للحكومة بالصحة والعافية والمال الوفير حتى يأتي زمان زيادة الرواتب، وكما قال الشاعر جودة أبو خميس”شو اتي أفهم من الحكومة”.
اقرأ أيضاً النفط تزيد مخصصات المازوت … ومجهولون يستهدفون حاجزاً عسكرياً