فيصل القاسم على “أثير” قصة النجاح لا تمحو ما بعدها
فيصل القاسم.. ماذا بعد حكاية الفقر والنجاح
تجذب القصص الشخصية اهتمام الجمهور عادة وتقرّب العلاقة بين المتحدث والمتلقي كلما دخل الأخير بتفاصيل خاصة عن نشأته والفقر الذي عاش به وكيف حوّله إلى قصة نجاح. وتضاعف الجاذبية والاهتمام إذا كان بطل القصة “فيصل القاسم” الذي يقدم واحداً من أكثر البرامج انتشاراً في العالم العربي خلال الثلاثين سنة الماضية.
سناك سوري – كيف ترد عليه
يحب أغلبية الجمهور الإطلاع على خصوصيات الشخصيات المشهورة خصوصاً تلك التي تظهر على الشاشات وتتصدر الواجهات الإعلامية. ويدرك هؤلاء أهمية علاقتهم مع الجمهور وبالتالي فإنهم كثيراً ما يشركون المتلقي بتفاصيل خاصة بهم لتقوّي العلاقة بينهم.
وإذا مثلاً تابعنا حلقة الإعلامي فيصل القاسم ضمن برنامج بودكاست أثير فنجد أن ردود الأفعال بغالبيتها الساحقة تمحورت حول الرجل الفقير الذي تحول إلى واحد من أشهر الإعلاميين في العالم العربي.
من الفقر إلى الاتجاه المعاكس
بدت حياة الفقر لصاحب برنامج الاتجاه المعاكس أهم ما في مسيرته، وفي اللقاء الذي استمر لثلاث ساعات ومرت فيه الكثير من التفاصيل التي لا بد من الوقوف عندها. لكنها مرّت بسهولة لأن مقدمها يدرك تماماً أنه عندما تُشغل الجمهور بالشخصي يمكن أن تمر زلاتك وأخطاؤك بأدنى حد من الانتباه.
صاحب قصة النجاح (من الفقر إلى الاتجاه المعاكس) يقوم برنامجه على اصطياد الزلات حتى زلات الضيوف وأخطائهم، وبالتالي فإنك لا تفعل خلافه لو أنك تصيدت مهنياً بعض ما مر في لقائه.
يقول “القاسم” متحدثاً عن برنامجه الشهير “الاتجاه المعاكس” إنه قدم حلقات نارية واستضاف ضيوفاً مبدعين وناريين ومن هذا الكلام. ومن ثم يتحول مقدم البرنامج الذي يناط به دور الحيادي إلى حكم على الضيوف ويقول مثلاً أن الضيف الفلاني لعب فوطبول بالضيف الآخر. ومهنياً يقع على عاتق الإعلامي احترام ضيوفه وعدم إطلاق هكذا توصيفات على المواجهات بينهم. علماً أنه يصف الضيف الذي أعجبه لعبه بالفطبول بأنه “متطرف”.
يقول أيضاً خلال اللقاء المثير للاهتمام صراحة أنه كثيراً ما ينشر منشورات ويتراجع عنها ويقوم بحذفها ويربطها بالأسباب السياسية وردة فعل الجمهور. لكنه مثلاً لا يشير إلى منشورات الصحافة الصفراء التي عمل على نشرها مثلاً خلال فترة الزلزال حيث تحولت صفحته إلى منبر نشر عليه أكثر من 30 منشور عبارة عن محتوى مثير للرعب والخوف ومن نوع سيكون هناك زلزال بكرا س 10 الصبح حضروا حالكم. وبالمناسبة حذف كل هذه المنشورات لكنه لم يعتذر عن أي منها ولم يقل إنها كانت “غير مهنية مثلاً، أو كانت تجريبية علماً أن التجريب لا يكون بمشاعر الناس وبهكذا ظروف”.
يقول “القاسم” أيضاً أن الإعلام غير مستقل، وهو بالحقيقة انتقاص من قيمة مهنة تقوم على مبادئ حرية التعبير وحق الإنسان بالوصول إلى المعلومة ووإلخ. والصحيح أن الإعلام مستقل ولكن المؤسسات الإعلامية والأفراد العاملين فيها مسيّسون تماماً مثل انحياز مقدم برنامج الاتجاه المعاكس لضيف على حساب آخر. وهو أمر شاهدناه في مئات حلقات البرنامج صحيح أن آراء بعض هؤلاء الضيوف كانت مزرية تجاه بعض القضايا لكنها بالمحصلة تنطوي تحت حرية التعبير التي يجب على الإعلامي احترامها وتوفير مساحتها وتهيئة ظروف محايدة لإيصالها للمتلقي.
لا شك أن قصة الانتقال من الفقر إلى الإعلام ومن سندويشة الفلافل إلى المايك مهمة جداً لكن القصة الأكثر تأثيراً هي المحتوى الذي تقدمه بعد أن تنتقل من القبض على سندويشة فلافل إلى القبض على مايك يسمع صوته مئات الآلاف… أو على كيبورد لصفحة فيسبوك يتابعها الملاييين وهي عبار عن “جمهورية السب والشتم والحذف”.