
تشهد مدينة اللاذقية تفاعلاً واحتفالات مستمرة بسقوط النظام وسط حذر وترقب أيضاً نظراً لبعض السلوكيات والممارسات التي تحدث هنا وهناك.
سناك سوري-اللاذقية
حيث تنتشر فيديوهات تشير إلى أعمال انتقامية لم نتمكن التحقق من صحتها حتى الآن. بينما تنتشر في الوقت عينه تطمينات ورسائل مباشرة وواضحة بمنع أي شكل من أشكال العنف. كما أن ردود أفعال غرفة العمليات بدت سريعة في جبلة مثلاً عندما قام شاب من عائلة الحلبي بإطلاق النار واستخدام القنابل في المدينة أول أمس حيث تم تطويقه وتوقيفه وبث فيديو تطمين للأهالي.
شهادات المواطنين الذين تحدثنا معهم في مناطق مختلفة من بيت ياشوط وجبلة واللاذقية والقرداحة تحدثوا بشكل واضح عن وجود فوضى فصائلية في المحافظة.
فوضى الفصائل.. نحو تنظيم وشرطة محلية
حيث تمر سيارات فيها مسلحين عابرين يمارسون الانتهاكات مثل سرقة الموبايلات والسيارات والتلفظ بعبارات مسيئة وطائفية. ويؤكد 6 شهود عيان تواصلنا معهم أن هذه الحوادث تأتي من قبل فصائل عابرة في المناطق وليست متمركزة فيها. بينما عناصر إدارة العمليات العسكرية المتمركزين في نقاط واضحة ومعروفة يقومون بدور جيد حتى الآن ولم يسجل أي انتهاكات منهم.
وجهاء من مختلف المناطق تحدثنا معهم طالبوا بتحديد جهة واحدة فقط تنتشر ولديها سلاح لأنهم عندما يقدمون شكوى عن انتهاك لممثلي إدارة العمليات تكون أجوبتهم هذا فصيل ثاني “مونحنا”. لذلك إنهم يجدون الحل بأن تحصر المظاهر المسلحة بشرطة محلية من المناطق. حتى يكون هناك جهة واحدة مسؤولة ولا تضيع الأمور كما هي عليه الآن.
وحتى صباح اليوم الأربعاء كانت المظاهر المسلحة تملأ المدينة، من دوار الزراعة إلى شوارع الشيخ الضاهر، مروراً بالأحياء الشعبية وسط وعود تناقلتها بعض الوجهاء المحليين بقرب انتهاء تلك المظاهر خلال أيام قليلة، كما أخبرتهم وفود قيادة العمليات التي التقت بهم.
بالوقت عينه تنتشر سيارات تابعة للفصائل مغطاة بالفيميه بالمدينة التي لطالما تمنت أن يأتي اليوم التي ترتاح فيه من ظاهرة الفيميه. وسط تمنيات بصدور قرار قريب يمنع هذه الظاهرة.
أزمة الخبز في اللاذقية مثل باقي المحافظات
الخبز هو المادة التي يطول البحث عنها، فالطوابير عادت مع توقف عمل المعتمدين، حيث اضطرّ “ياسين” 48 عاماً للوقوف عدة ساعات على باب مخبز المشروع السابع ليحصل على خبزه بسعر 4000 ليرة للربطة التي تحوي 12 رغيفاً. كما يقول ويضيف لـ”سناك سوري”، أن سعر الخبز الجديد مشكلة كبيرة فكيف له أن يؤمنه وهو الموظف الذي لا يمكن أن يكفيه راتبه الحالي حتى ثمن خبزه اليوم.
الإزدحام على الخبز لم يكن حكراً على الخبز العادي، فحتى الأفران السياحية شهدت طوابير طويلة على الرغم من ارتفاع سعر الربطة الواحدة من 6 إلى 13 ألف ليرة خلال اليومين الفائتين.
وتلاحظ أكوام القمامة في الشوارع وعلى الأرصفة، بينما عادت حركة الأسواق إلى طبيعتها تقريباً، ومعظم المحال التجارية ومحال الأغذية والخضروات مفتوحة سواء في الأحياء الكبيرة مثل الزراعة والمشروع السابع والشيخ ضاهر والصليبة. أو حتى الحواري الشعبية مثل بسنادا وحي المنتزه، بما فيها محال ألبسة البالة.
ومعظم من لم يفتتح محله بعد يخشى من الإنفلات الأمني والسرقات، التي انتشرت خلال اليومين الفائتين، كما يقول أصحاب محلات تجارية لـ”سناك سوري”. آملين بعودة الانضباط قريباً، ومثلهم الكثير من أصحاب السيارات الذين باتوا يخشون التحرك بسياراتهم على الأوتستراد بعد سماع العديد من الشائعات حول “عودة تشليح السيارات” أي سرقتها.
كما أن كل الصرافات لا تعمل ومثلها البنوك، وهناك العديد من الموظفين الذين أفلسوا تماماً. ويُقسم “علاء” 32 عاماً موظف حكومي ووالد لطفلتين أنه لا يمتلك في منزله أي نقود أو طعام منذ يومين ولم يستطع الحصول على راتبه بعد، كما قال لـ”سناك سوري”.

حركة النقل.. موجودة داخل المدينة وغائبة عن القرى
معظم السرافيس العاملة على خطوط الريف لم تعد للعمل، ويبدو الكراج الشرقي كذلك الفاروس شبه خاويان من الباصات. بينما تعمل السرافيس داخل المدينة بوتيرة أقل بكثير من المعتاد واقتصر المشهد على باصات النقل الداخلي التي لّبت حاجة المواطنين اليوم الثلاثاء.
“مانيا” 42 عاماً، قالت لـ”سناك سوري”، إنها استجابت لدعوة مؤسستها وقررت الذهاب إلى الدوام أمس. إلا أنها انتظرت نحو ساعة ونصف في قريتها دون أن ترى ولو سرفيساً واحداً لتضطر لاستخدام التاكسي السرفيس والذهاب إلى دوامها الرسمي الذي لم يتواجد فيه أكثر من 10 بالمئة من زملائها.
وكما العديد من المدن السورية الأخرى، مايزال وضع الكهرباء سيئاً للغاية حتى إنه ازداد سوءاً. فالتقنين عشوائي ليس له موعد ثابت، وإن أتى التيار الكهربائي فلمدة لا تتجاوز النصف ساعة.
الحوالة بالدولار
وعلى الرغم من إغلاق شركات الحوالات الرسمية مثل الهرم والفؤاد لمكاتبها حالياً. إلا أن شركات الحوالات التي كانت توصف “بغير الشرعية” ماتزال تعمل، حيث تلقت “لينا” 45 عاماً رسالة تفيد بوصول حوالة خارجية على جوالها وطلب إليها مراجعة مكتب سياحي بالقرب من ساحة الشيخ ضاهر. وحين توجهت إلى هناك خيّرها الموظف بين أن تحصل على حوالتها بالدولار أو بالليرة السورية بسعر 12000 ألف ليرة لكل دولار، فاختارت الحصول على حوالتها بالعملة الصعبة.
تقول “لينا” لـ”سناك سوري”، إنها المرة الأولى منذ عملها قبل أكثر من 4 سنوات التي تحصل على حوالتها بالدولار وليس بالليرة السورية.
أهالي محافظة اللاذقية الذين يجمع بينهم الفقر والقلة والحاجة، لا يمكن القول إن حياتهم عادت إلى طبيعتها بنسبة 100% في المحافظة التي مايزال كثير من أهلها بحاجة إلى تطمينات أكبر.
