أخر الأخبارالرئيسيةحكي شارع

“فورد”: الاستسلام وحده يمكن أن ينقذ حياة المدنيين في “الغوطة الشرقية”

السفير الأميركي: الفصائل والقوى التي تقاتل ضد الحكومة السورية في الغوطة الشرقية محكوم عليها بالفشل

سناك سوري – متابعات

قال سفير “الولايات المتحدة الأميركية” السابق في “سورية” روبرت فورد” إن الفصائل والقوى التي تقاتل ضد الحكومة السورية في الغوطة الشرقية محكوم عليها بالفشل، ويجب عليها الاستسلام حتى تنقذ حياة بعض المدنيين هناك.

“فورد” الذي أجرى حواراً مع “ديوان” ونشره مركز “كارينغي” تساءل حول فائدة خوض قتال محكوم عليه بالفشل للدفاع عن “الغوطة الشرقية”، وقال:«بينما لن تتدخل أي دولة أجنبية بالنيابة عن المعارضة هناك، مع العلم بأن أعداد الضحايا من المدنيين مروّعة أساساً ولا تنفكّ تزداد يومياً، أعتقد أن الاستسلام وحده يمكن أن ينقذ حياة بعض المدنيين على الأقل».

السفير الأميركي السابق الذي يعمل حالياً باحثاَ في “معهد الشرق الأوسط” أبدى خلال الحوار قلقه من سيناريو أن تقوم القوات الحكومية السورية باستهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها أميركا، خصوصاً بعد المواجهة التي حصلت مؤخراً في 7و8 شباط بدير الزور والتي لا يعتقد “فورد” أن الموقف الرسمي الروسي سيلتزم ضبط النفس اذا حدث اشتباك مماثل.

اقرأ أيضاً: هل استهدفت “أميركا” القوات الروسية في “دير الزور”

أما السيناريو الآخر الذي يقلقه فهو افتقار الولايات المتحدة لاستراتيجية خرج واضحة المعالم من “سوريا”، مستغرباً تضييع فرصة إعلان النصر على “داعش” نهاية عام 2017 وإعلان الإنسحاب حينها، معتبراً أنه لو تم كان قراراً مثالياً، متوقعاً في الوقت ذاته أن يتعرض الجنود الأميركيون في سوريا لهجمات غير تقليدية.

“فورد” انتقد أيضاً عدم تعاون أميركا على نحو أوثق مع تركيا من أجل إغلاق حدودها بوجه المتطرفين مقابل وقف الدعم عن وحدات حماية الشعب الكردية.

السفير الأميركي السابق شكك في قدرة الأميركي على البقاء طويلاً في سوريا إذا ماتكبد خسائر بشرية، موضحاً أن انسحابه لاحقاً سيترك من أسماهم القوات المحلية وحيدة في مواجهة القوات الحكومية، مالم تعقد هذه القوات اتفاقاً مع الحكومة السورية.

السياسي المثير للجدل خلال سنوات الأزمة السورية توقع استمرار التمرد المناهض للحكومة السورية والهجمات الإرهابية كتلك التي شهدتها سابقاً “دمشق” و”حمص”، وفي الوقت ذاته توقع جهداً خجولاً على مستوى إعادة الإعمار سيقتصر على “الصين والهند وروسيا وإيران” غرب سوريا، متوقعاً أن تطول معاناة السوريين داخل البلاد وكذلك اللاجئين لسنوات خصوصاً وأن الجهات المانحة أصيبت بالإرهاق من هذه الأزمة.

إقرأ أيضاً: روبرت فورد لم أقابل بعثي يؤمن باللامركزية

ولدى سؤاله عن اعتقاده أنه بإمكان “موسكو” فرض القرار الذي تنشده على دمشق، أجاب “فورد”: «حاججتُ طويلاً بأن “روسيا” لاتستطيع فرض إرادتها على “دمشق”. لكن هل بإمكانها فرض شروط تجدها حكومة الأسد مؤذية؟ لا».

“فورد” استشهد بمؤتمر سوتشي وقال للمحاور:«انظر كيف حرّفت الحكومة السورية قرار اجتماع “سوتشي” في تشكيل لجنة لكتابة “دستور” جديد. كما أن دعم “إيران” الثابت، حتى وإن لم يكن من دون ثمن، يجعل من الأسهل على الرئيس السوري بشار الأسد مقاومة الضغوط الروسية. من المهم أيضاً أن نتذكّر أن روسيا لاتريد زعزعة استقرار حكومة سورية صارمة، لكن هشّة أيضاً في بعض الأحيان. ويُعتبر نقص العنصر البشري المتوافر للحكومة السورية، الذي لطالما توقّعه الأميركيون، مؤذياً للغاية لدمشق في الوقت الراهن. لكن الأمر الذي غاب عن بالنا هو أن إيران مستعدة للقيام بما في وسعها لتعويض النقص في العنصر البشري. وقد أدّى هذا السلوك الإيراني إلى تراجع النفوذ الروسي وتهميش السياسة الأميركية تماماً بين 2011 و2016».

وعما إذا كان هناك اختلافات حقيقية بين “روسيا”، و”إيران” والحكومة السورية، كما أفاد الكثيرون، أم أنهم جميعاً متفقون أجاب “فورد”: «تتفق روسيا وإيران وسورية أكثر مما تختلف. تتفق على أنه لاينبغي للدول الأجنبية أن تدعم الثورات الشعبية ضد الحكومات القائمة، وعلى أن القانون الدولي يبرّر بشكل حازم طلب الحكومة السورية ذات السيادة الحصول على مساعدة عسكرية من دولة أجنبية. في حين يفتقد طلب المعارضة الحصول على دعم أجنبي إلى أي شرعية دولية. كما تتفق على أن الهدف النهائي المتمثّل في الحفاظ على تلك الحكومات – سواء في “دمشق”، أو “طهران”، أو حتى “موسكو” – يبرّر الوسائل التي يجب استخدامها، مهما كانت. فلا يهمّ إذا ما كانت أسلحة كيميائية أو تفجير مستشفيات أو استخدام التجويع كتكتيك عسكري.

قد يجد الروس والإيرانيون بعض هذه التكتيكات “مقيتة”، لكنهم يقبلونها طوعاً. وتسعى الدول الثلاث مجتمعةً إلى الحدّ من النفوذ والوجود الأميركي في “العراق”، و”سورية”. و”روسيا”، كما الرئيس السوري، يمكنها التأقلم مع الرؤية الإيرانية».

إقرأ أيضاً سفير أميركا السابق في سوريا يتفق مع رؤية لافروف حول الغوطة الشرقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى