نام الطفل “فواز قطيفان” في حضن عائلته، بعد غياب امتد لعدة أشهر، لتغلق بذلك الحكاية التي شغلت الرأي العام طيلة الفترة الماضية، وارتفعت الأيدي خلالها بالدعاء لعودته سالماً، دون أن ترّد بخيبة ويكتب لتلك الحكاية أن تنتهي بطريقة جميلة، مع مخاوف من تكرارها مع أطفال آخرين، ما يستدعي أن يكون الأهل أكثر حرصا والجهات المعنية كذلك.
سناك سوري-دمشق
وزارة الداخلية وفي بيان لها، كشفت عن طريقة تحرير الطفل المختطف، وقال قائد شرطة “درعا”، العميد “ضرار الدندل”، إنه وبعد المتابعة والتنسيق مع إدارة الأمن الجنائي والإنتربول، تمكنوا من رصد الرقم الدولي الذي تواصل الخاطفون من خلاله مع أهل الطفل، ومن ثم تحديد الأشخاص المرتبطين بالرقم، لافتا أنهم وقبل 4 أيام داهموا قرية “الكتيبة” بريف المحافظة وتم إلقاء القبض على 4 أشخاص بينهم الشخص الذي ارتبط رقمه برقم الخاطفين.
وأضاف أن «الخاطفين قطعوا تواصلهم لمدة يوم كامل بعد إلقاء القبض على هذا الشخص تحسباً منهم لأي اعترافات منه وبما أننا لم نصرح بما اعترف به عاودوا الاتصال بعائلة الطفل مرة ثانية، وتم الاتفاق على موعد لإطلاق سراحه وتسليم الفدية يوم الأربعاء إلا أنهم لم يلتزموا».
عاد الخاطفون للتواصل مع الأهل يوم الجمعة، وأعطوا موعدا جديدا على أوتستراد “درعا دمشق” باتجاه بلدة “نصيب” الحدودية، وفق “الدندل”، وطلبوا أن يأتي والد الطفل وليس عمه، كذلك أن يرسل لهم صورة السيارة التي سيستقلها الوالد، لتقوم الشرطة بتعميم صورة السيارة على الوحدات التي انتشرت بطريقة مخفية في المنطقة، إلا أن الخاطفين أخلوا بالموعد مرة ثانية.
ظهر أمس السبت تواصل الخاطفين مرة أخرى مع الأهل، وطلبوا من والد الطفل “فواز قطيفان” التوجه إلى مدينة “نوى”، وحددوا منطقة بالقرب من صوامع الحبوب، وفق “الدندل”، وأضاف: «مع وصول والد الطفل ووالدته إلى المنطقة والمبلغ المالي معهم قاموا بترك الطفل وعناصر الشرطة لم يتدخلوا بهدف الحفاظ على حياة الطفل بعد تهديد الخاطفين بقتله»، مؤكدا أن الشرطة ستتابع جهودها حتى إلقاء القبض على أفراد العصابة الخاطفة.
اقرأ أيضاً: عاجل درعا.. عودة الطفل فواز قطيفان لعائلته بعد أشهر من الخطف والتعذيب
فرحة الأهل
وبينما ينشغل رواد السوشيل ميديا بتفاصيل العملية، والغموض التي شابها كما يقولون، فإن فرحة الأهل لم تكن تقدر بثمن، فـ”فواز” ذو الـ8 سنوات عاد إلى عائلته ونام في حضن والدته بعد أشهر القهر والمعاناة والخوف، وقال والده “محمد قطيفان”، إنه يشكر كل من شعر بمعاناتهم وكذلك الشرطة التي قامت بكل ما تستطيع فعله ليل نهار لتحرير طفله، كذلك عمه “مصعب قطيفان”، الذي قدّم شكره للجميع.
وأخيراً.. فرحة سورية
توحدت مشاعر البلاد من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها حتى شمالها، إزاء تحرير الطفل المختطف، وعبر السوريون عن فرحتهم بعودة الطفل، الذي اجتمع العديد من الأهالي لاستقباله مساء أمس السبت.
“ميادة” قالت إنها تشعر وكأنها امتلكت الدنيا، وأضافت: «الحمد لله رب العالمين …اللي رجع لحضن أمه وأبوه …وتحولت دموع الشعب كلها من حزن لفرح»، ومثلها غالبية التعليقات الأخرى في هذا الاتجاه.
عدد كبير من المعلقين على القضية، وبعد التعبير عن سعادتهم بعودة الطفل المختطف، طالبوا بالعمل لإلقاء القبض على العصابة، مثل “نضال” الذي قال: «الخاطفون لازم ينمسكوا ويتحاسبوا ويكونوا عبره لكل واحد بتسول اله نفسه يخطف او يتعدى عالناس …مشان ماتصير شغله اللي مالو شغله».
النائب “خالد العبود” أكد أن القصة لم تنتهِ، وأضاف في منشوره: «انتظروا تتمّتها!!!.. كامل التحيّة إلى الجهاز الأمني في محافظة درعا.. لم يكن أمام قادة هذا الجهاز إلا تحرير الطفل أولاً.. ثمّ تأتي المرحلة التالية.. لا تتسرّعوا.. انتظروا التتمّة».
وهكذا تكون البلاد قد أغلقت قضية الطفل “فواز قطيفان” بسعادة لم يعتدها السوريون مؤخراً، لتبدأ مرحلة جديدة من عمر الطفل سيتعين على الأهل خلالها مساعدته لتجاوز آثار هذه المحنة الكبيرة.
اقرأ أيضاً: درعا.. والد الطفل فواز القطيفان يناشد الخاطفين بعدم تعذيب طفله
