“فهد بلان”.. عالبال بعدك لو طالت الفرقة

مطرب الرجولة الذي بقي في ذاكرة السوريين لحناً وصوتاً جميلاً جعل دموعهم تنهمر مع “يومٍ على يوم” و”غالي علينا يا جبل”. قبل أن يترجل عن صهوة الحياة في مثل هذا اليوم عام 1997 عن عمر ناهز الـ64 سنة.

سناك سوري – رهان حبيب

انطلق “فهد بلان” من محافظته “السويداء” ليعتلي مسارح بلاده ويتابع منها إلى “لبنان” و”مصر”. التي زارها بدعوة من الفنان “عبد الحليم حافظ” لكي يغني في “القاهرة”. وقد قالت عنه سيدة الغناء العربي “أم كلثوم” بأنه «لون وأداء ومغنى جديد في الغناء العربي» خلال تصريحات إعلامية لها آنذاك.

“مطرب الرجولة” اللقب الذي رافق “بلان” طيلة حياته، كان قد أطلقه عليه الفنان اللبناني “نجيب حنكش”. في حين قال عنه الملحن المصري “سيد مكاوي”: «إنك تعطي فهد بلان لحناً كالشجرة بأغصان، ولكنه يكسو تلك الشجرة بالأوراق والثمار من خلال الأداء».

بداية الرحلة

بدأت رحلة “بلان” عام 1957 انتقل فيها من مطرب في كورس إذاعة “دمشق” إلى “حلب” حيث التقى الملحن “شاكر بريخان”. وغنى “آه يا قليبي” ليعود ويكمل مشواره مع الملحن “عبد الفتاح سكر” ويغني “جس الطبيب” و “يا سالمة” و”تحت التفاحة” و”يخلف عليكن”. وغيرها من الأغاني التي سجلت على حساب شركة “بيضافون” تحت اسم “بلان وسكر”.

يقول”يحيى رجب” مدير المعهد الموسيقي في “السويداء”. الذي عمل مع الراحل “بلان” في حديثه مع “سناك سوري”: «بانتقال الراحل “بلان” إلى “بيروت” ونيله لقب “مطرب الرجولة”. والغناء عبر إذاعة “لبنان”  انتشرت أغانيه في جميع أنحاء “لبنان”. و تكللت هذه الفترة بأغان لحنها “ملحم بركات” و”فيلمون وهبي” و”ايلي شويري” و”حسن غندور” بما وافق صعود نجمه. ليتلقى دعوة من “عبد الحليم حافظ” لتبدأ رحلة كانت شبيهة بالحلم لشاب عمل بكد أوائل شبابه ليكسب لقمة العيش وليصل صوته الجميل إلى متذوقي الفن».

يضيف “رجب”: «في حفل أضواء المدينة في “القاهرة” غنى مجموعة من أغانيه جعلت الصحافة تكتب عنه الكثير. ونال إعجاب كبار الملحنين مثل “رياض السنباطي” “محمود الشريف” “محمد الموجي”. بعدها قدم له الموسيقار “فريد الأطرش” لحنين “ما أقدرش على كده” وشوي شوي يابنية” وتبعها ألحان كتبها “بليغ حمدي” و”سيد مكاوي” وغيرهم».

في أم الدنيا كانت الدنيا أوسع والفضاء أرحب للفنان الراحل ليندمج في الوسط الفني ويعيش طقوسه شاباً وسيماً ومحبوباً. وكذلك فناناً تلقفته السينما في ذروة شهرته لتضيف لهذه الشهرة حضوراً سينمائياً حيث مثل دور الحبيب مع “صباح” و”مريم فخر الدين” وغيرهن. فكان رصيده 13 فيلماً منها “فرسان الغرام” مع “مريم فخر الدين” و “القاهرون” مع “سميرة توفيق” و”عقد اللولو” مع “صباح”.

تنقل “بلان” بين دول عديدة واعتلى مسارحها وعاد دائماً إلى موطنه، ومدينته السويداء التي لم ينقطع عنها وعن معشر أهلها. بطيبته وطبيعته التي لم تنل منها الشهرة والأضواء، كان يعيش بين الناس دون تصنع متفاعلاً معهم وإن طلبوا منه الغناء غنى لهم بمحبة وطيب خاطر.

يذكر أن الفنان “فهد بلان” ولد في بلدة “الكفر” في 22 آذار عام 1933م، وتوفي يوم ٢٤ كانون أول ١٩٩٧.