فن الطريق.. محاولات سوريّة لمسح ملامح الحرب عن شوارع دمشق
شباب يرسمون على الجدران.. يلونون شوارع دمشق برسوم تعكس معاناتهم
سناك سوري – صفاء صلال
في زقاق حجري من أزقة حي “الشعلان” الدمشقي، رسمت “دانا” 17 عاماً شكلا ً دائرياً مشعاً بمنتصف الطريق الإسفلتي لونته بالأحمر والبرتقالي.
تؤمن “دانا” التي تشارك في فعالية “فن الطريق” التي يقيمها غاليري “مصطفى” بالتعاون مع محافظة “دمشق” بالفن وأثره الكبير في المجتمع على حد تعبيرها، موضحة أن مشاركتها بالفعالية تأتي من كونها ترى من خلال الفن بر الأمان للمجتمع السوري بعد كل الضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي عانى منها خلال الحرب.
على مقربة من “دانا” يتناوب الشابان “أمجد” و”شهاب” اللذان يدرسان بكلية العمارة بجامعة “دمشق” برسم النمر المعروف بالوردي وتلوينه بالأبيض بمحاولة منهما لإحداث تغيير بشوارع “دمشق” التي شهدت الحرب وبتغيير نظرة الشارع السوري للفن بشكل عام وللفن الطرقي بشكل خاص، يقولان إن «رسالتهما حث الناس على الحياة من خلال الرسوم».
لم يترك المشاركون في الفعالية جزءاً جدارياً أو طرقياً في ذلك الحي إلا وطالته يدهم ولونوه بعدة ألوان فبدت بأشكال تعبيرية تترجم معاناة السوريين وحياتهم.
اقرأ أيضاً:محمد مهايني يرسم عمالقة الطرب على جدران منزله بصور تُسمع
أمام لوحة بالأبيض والأسود على قارعة الرصيف وخلف جدار رسمت عليه فتاة بشعر أسود حالك، تقف “تلين رضائي” خريجة كلية الفنون الجميلة، تقول عن مشاركتها : «الحرب أبعدت الناس عن الفن والفعالية تحاول إعادة تقريب الشارع السوري منه أكثر كونه يعبر عن معاناة الناس من خلال تجسيد المعاناة بأشكال فنية متنوعة».
اعتبر “جود جوهر” مدير التنظيم في الفعالية أن رسالتهم هي دمج الفن بالشارع السوري والمساهمة في تغير ثقافة المجتمع نحو الفن منوهاً أن الفن هو الأداة الأساسية في تقدم المجتمعات أو تراجعها، وأن الفعالية تشكل فرصة حيوية للفنانين السوريين لتقديم أعمالهم في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها.
يشار إلى أن الفعالية تستمر حتى يوم الخميس القادم .