الرئيسيةيوميات مواطن

فلسفة “الشوفير” في استغلال حاجتنا للسرفيس وحاجته للمازوت

جرت هذه الحادثة في سوريا المنكوبة بمواطنيها ومسؤوليها

المكان سوريا المنكوبة بمواطنيها وحكومتها، والأخيرة لا تشبه الله، ليست غفورة أو رحيمة أحياناً، الزمان شتاء العام 2014، أما أبطال الحدث فأنا وعدة “معترين” من أمثالي، مع سائق الباص، “جعلته الحكومة باصاً”.

سناك سوري-رحاب تامر

بعد انتظار دام عدة ساعات لا أذكرها، تحت المطر وبطني يكاد يلامس أنفي “السوري”، أتى الباص المعجزة بينما كان المساء يتسرب رويداً رويداً. كانت النقلة الأخيرة ولا إمكانية لترك أي واحد منا في الكراج، حشرنا ذواتنا بصعوبة. وسط هذا المشهد لم أنسَ أن أعتذر من الجنين داخل رحمي. والذي بات اليوم طفلاً يبلغ من العمر ثماني سنوات تقريباً.

كان البرد شديداً، وكلنا قد أخذ نصيبه من بلل المطر، لكن هيهات أن يمضي الأمر يسيراً، فالسائق قد أضمر شيئاً شريراً. توجه إلى محطة المحروقات مستغلاً ركابه “المكدوسات”. وعلى باب “فرد الوقود” اصطفت طوابير الباصات الفارغة من ركابها. فيما عدا باصنا ذي السائق الذكي الذي استغل بؤسنا ليحقق نصره الكبير!.

فلسفة “الشوفير” في انتزاع المازوت!

مضى الوقت ثقيلاً، وعبثاً كان السائق يحاول مجادلة أصحاب المحطة، ليمنحوه المازوت بدون انتظار، كونه “يا حرام المكدوسات، عفواً الركاب”. نجح السائق الذكي في تحقيق مساعيه بعد حوالي نصف الساعة، حصل على مازوته، وأياً منا لم يسجل حتى اعتراضاً. على الأقل نظرة امتعاض، إنه مجرد سائق يا جماعة، دعونا نسجل اعتراضاً واحداً على الأقل. مرة ثانية انتزعت يدي بالقوة ومسحت بها على بطني. مقدمةً اعتذاري الثاني لجنيني.

مضينا إلى حيث مستقرنا، إلى منازلنا المتهالكة فقراً وحاجة، كان البرد قد أكل منّا الشيء الكثير، ومنحنا كثيراً من الغازات التي نتمنى لو نطلقها على مستحقيها. وفي مخيلتنا يلوح حلم جواز السفر، إلى حيث لا يوجد “السائق قائد السرفيس”، ولا أزمة بنزين، ولا عمرٌ يمضي “ببلاش”.

هل تلامس تلك القصة واقعكم؟، هل تعرفون شخوصها المباشرين وغير المباشرين؟، حسناً إذاً افعلوا مثلي واعتذروا من أطفالكم.

اقرأ أيضاً: لم أعد صامدة.. هُزمت اليوم -رحاب تامر

زر الذهاب إلى الأعلى