الرقابة الفرنسية منعت الفيلم من العرض لوجود فتاة مسلمة
سناك سوري _محمد العمر
في العام 1927 ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية أول فيلم سينمائي ناطق في العالم باسم “مغني الجاز”و بالتوازي مع ظهوره اجتمع السوريون ” أيوب بدري، أحمد تللو، محمد المرادي” على فكرة إنتاج فيلم سينمائي في سوريا.
كان الشبان الثلاثة مجرد هواة متابعين للسينما العالمية و شغوفين بهذا الفن الجديد، حوّلوا دهشتهم إلى تجربة ريادية جعلت منهم كتّاب الحروف الأولى لتاريخ السينما السورية.
احتاج الهواة الثلاثة إلى كاميرا سينمائية لتصوير فيلمهم الحالم فاستوردوا آلة تصوير سينمائية من طراز “كينامو 35ملم” عن طريق تاجر يدعى ” ناظم الشمعة” الذي دلّهم بدوره على مصوّر صاحب تجربة اسمه “رشيد جلال” بحكم جهلهم بطريقة استخدام الكاميرا.موقع سناك سوري.
أسس الأربعة شركة باسم “حرمون فيلم” سيلعب فيها “رشيد جلال “دوراً محورياً فقد أوكل الشركاء إليه وضع سيناريو الفيلم عن عصابة في ريف دمشق خلال فترة الحكم الفيصلي لسوريا فأجرى” جلال” تعديلاته على النص و أدخل عنصراً نسائياً على القصة و قامت بالدور شابة دمشقية لم تأتِ المصادر التي رصدها موقع سناك سوري على ذكر اسمها.
اقرأ أيضاً: علمانية الدولة الدينية
طوال ثمانية أشهر استطاع الشركاء الأربعة إنجاز فيلم ” المتهم البريء” وقاموا بتصوير مشاهده الخارجية في جبل قاسيون و مشاهده الداخلية في منزل “رشيد جلال” وكان طول الفيلم 800 متر أي ما يعادل نصف ساعه عرض وتم عرضه على الممثلين للتجربه أول مره في سينما “كوزموجراف” التي أصبحت لاحقاً سينما “أميه”.
بعد أن ظن الشركاء أنهم أتموا مهمتهم بنجاح تقدموا بطلب ترخيص إلى سلطات الاحتلال الفرنسي لـ”سوريا” التي فاجأتهم بقرارها بعد ثلاثة أيام بمنع الفيلم من العرض و تذرعت بوجود فتاة مسلمة ما يثير حفيظة رجال الدين ويخِّلّ بالأمن العام، و رغم كل المحاولات أصرّت الرقابة الفرنسية على موقفها بمنع الفيلم من العرض فما كان لدى الشركاء خيار آخر سوى إعادة تمثيل مشاهد الفتاة والاستعانة براقصة ألمانية كانت تعمل في ملهى “أولمبيا” بـ “دمشق”
وبعدها بستة أشهر عرض الفيلم أول مره عام 1928 ليكون أول فيلم روائي طويل في تاريخ السينما السورية و قد شهد نجاحاً واسعاً حيث كان رجال الشرطة يقطعون طريق ساحة المرجة من جهة البحصة و يسمحون للناس بالدخول بالتتابع نظراً للازدحام الشديد لمشاهدة أول تجربة سينمائية سورية.
اقرأ أيضاً: ضد منع ترجمان الاشواق – عمرو مجدح