فرع الخطيب يحتفظ بتقاليد التعذيب رغم سقوط النظام .. إجبار شاب مسيحي على اعتناق الإسلام
15 يوماً من التعذيب وابتزاز العائلة لمعرفة مصير ابنها .. ممارسات النظام تتكرر بعد سقوطه!

كشفت صحيفة “المدن” عن حادثة تعذيب وقع ضحيتها شاب من عائلة “ناصيف” بدمشق تعرّض للضرب والتعذيب الوحشي في “فرع الخطيب” بعد توقيفه على حاجز لـ”الأمن العام”.
سناك سوري _ متابعات
ونقلت الصحيفة عن الشاب أنه كان يتجول بين “القصاع” و”باب توما” و”برج الروس” عند الثالثة فجراً، حين أوقفه حاجز للأمن العام حيث أنزله العناصر من السيارة عنوةً وقاموا بتفتيشها ليجدوا زجاجتي مشروب كحولي فانهالوا عليه بالضرب والإهانة.
فرع الخطيب يحتفظ بتقاليد التعذيب
وبينما طلب الشاب منهما الاكتفاء بمصادرة المشروب الكحولي، فإنهم اقتادوه إلى “فرع الخطيب” الذي ذاع صيته في عهد نظام الأسد كمركز للانتهاكات والتعذيب والقتل تحت التعذيب، وتم توثيق عدد من الجرائم داخل الفرع حينها عبر صور “قيصر”، فيما يبدو أن سقوط النظام وقدوم سلطة جديدة ثارت ضد “الأسد” وجرائمه، لم يمنع أن يحافظ هذا الفرع على تقاليده في تعذيب المعتقلين وإن تغيّرت وجوه السجانين.
يقول الشاب للصحيفة أنه تعرض لضرب مبرح وشتائم طائفية واتهامات بالكفر، وتناوب على ضربه رجال ملتحون، وبينما أغمي عليه جراء التعذيب استيقظ ليجد نفسه في فرع آخر وتنقّل بعدها في عدة أفرع أمنية ذاق فيها ويلات التعذيب والضرب والإهانة.
في الأثناء، كانت عائلة الشاب تخوض رحلة تعذيب من نوع آخر أثناء البحث عنه بعد أن أبلغهم أحد أصدقائه أنه شاهد عناصر الحاجز يعتقلونه.
وقال شقيق الشاب أن العائلة بحثت طويلاً لمعرفة مكان احتجاز ابنها ثم بدأت محاولات إخلاء سبيله التي تعرضت خلالها لابتزاز لا يختلف عن أسلوب نظام الأسد سابقاً، ودفعت العائلة 10 آلاف دولار لمشاهدة ابنها فقط، قبل أن تلجأ للكنيسة من أجل المساعدة في إطلاق سراحه.
إجبار على حفظ القرآن
الشاب “ناصيف” مسيحي المولد كان داخل الزنزانة حين دخل عليه رجل بلحية طويلة وطلب منه نطق الشهادتين لدخول الإسلام وحفظ 13 آية من القرآن عليه ترديدها يومياً قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
ورغم ما أصابه من رعب فقد أرغمه الرجل على تكرار الآيات وقال له أنها ستكون سبيله إلى الجنة.
15 يوماً من التعذيب والترهيب والرعب، إلى أن نجحت مساعي العائلة ومساعدة الكنيسة في إطلاق سراحه، ولم تمضِ أكثر من ساعة على خروجه حتى بدأت عملية تهريبه إلى “لبنان” حيث عاش فترة من النقاهة بعد الصدمة النفسية التي لاقاها في المعتقل، ثم قدّم أوراقه طالباً اللجوء من إحدى الدول الأوروبية على أمل الابتعاد عن كابوس ما عاشه في بلاده إلى الأبد.
هذه الحادثة التي تكشف تفاصيلها لأول مرة لا تبدو أنها خارج سياق حوادث أخرى وصل بعضها إلى القتل تحت التعذيب مثل وفاة الشبان “لؤي طيارة” في حمص، و”يوسف اللباد” في “دمشق”، و”عبد الرحمن جعجول” في “حلب” بعد تعرضهم للتعذيب في مراكز الاحتجاز.
ورغم إعلان وزارة الداخلية في الحوادث الثلاثة تشكيل لجان تحقيق لكشف الملابسات، فإنها لم تعلن بعد ذلك اتخاذ أي إجراء أو الوصول لأي حكم قضائي بحق المتورطين بجرائم القتل تحت التعذيب، عدا عن الانتهاكات وعمليات التعذيب الأخف وطأة والتي لا تؤدي للوفاة ولا تحظى باهتمام مماثل بل يضيع حق أصحابها بشكل أقل ضجة.