فايز قزق.. كيف تحوّل اسماعيل الطيب إلى الحكم الفاسد؟

رغم عدم وجود إنترنت وسوشيل ميديا وقتها، إلا أن فايز قزق تصدر أحاديث السوريين عام 1991 بالتزامن مع طرح فيلم رسائل شفهية. الذي أدى فيه دور “اسماعيل” الطيب الذي يعوقه عن الحب أنفه الكبير. سرعان ما تصدر “قزق” أحاديث السوريين مجدداً بدور الحكم الشخص الديكتاتوري في كسر عضم قبل عامين. وما بين التجربتين فوارق هائلة تبرز موهبة قزق الكبيرة في قدرته على تجسيد الأدوار المتناقضة.

سناك سوري _ دمشق

عمل “قزق” كمعيد في المعهد العالي للفنون المسرحية في “دمشق” عام 1981 وبات أستاذاً محترفاً في العام 1988. وتحت إشرافه تخرّجت نحو 11 دفعة من طلاب التمثيل عربياً ومحلياً.

حلمه الأول كان أن يصبح طياراً وضابطاً في الجيش ثم لاعباً لكرة القدم كما اهتم بالعلوم الطبيعية كما ذكر في لقاء سابق. وهو ما دفعة للدراسة بالمعهد الزراعي إلا أن للقدر خطة أخرى قادته للمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1976 ليصبح خريج الدفعة الأولى.

على مدى ما يقارب 25 عاماً اهتم “قزق” الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، بالمسرح قبل أن يسرقه التلفزيون. وقدّم أكثر من 50 عملاً مسرحياً منها “النفق”، “وعكة عابرة” ، “حمام بغدادي”.

وهي من الأعمال التي تنبأ فيها بقدوم الأزمة الثقافية حسب حديثه خلال حوار أجراه مع “دام برس” عام 2015. حيث قال: «أنا من الناس التي أحست بقدوم الأزمة وأنها لن تكون عابرة بل أزمة ثقافة عميقة جداً».

فايز قزق: المسرح ثورة على الكسل

المسرح ثورة على الكسل هكذا يرى “قزق” ويضيف في حوار تلفزيوني مع “زاهي وهبي” في برنامج “بيت القصيد” مضيفاً أن التلفزيون أداة إعلام هدفها بناء أكبر عدد من الزبائن وليس الجمهور، فالجمهور يتجمهر في المسرح وفي السينما.

قدم “قزق” مجموعة من الأفلام السينمائية أبرزها “مايطلبه المستمعون” ، “رسائل شفهية” و”خارج التغطية” للمخرج “عبد اللطيف عبد الحميد” والتي يصنفها النقاد كعلامات مضيئة في تاريخ السينما السورية بينما يصفها “قزق” بالتجارب الطافحة بالمشاعر الإنسانية.

في حوار مع جريدة “العرب” اللندنية 2019 يحكي “قزق” عن تجاربه التلفزيونية مع المخرج التونسي الراحل “شوقي الماجري” قائلا ”: «علاقتي بالمرحوم “شوقي الماجري” قديمة، حيث سبق وأن عملت معه في أربعة أعمال درامية، وهي “شهرزاد” و”عمر الخيام” و”أبناء الرشيد” و “دقيقة صمت”».

المسرح ثورة على الكسل والتلفزيون أداة إعلام هدفها بناء أكبر عدد من الزبائن وليس الجمهور. 

الفنان فايز قزق

«في الحقيقة كانت في معظمها أعمالاً لطيفة رغم التعب والصعوبات التي رافقتها» أضاف “قزق” وبيّن أنها من الأعمال التي يعتز بها ليس فقط على مستوى الشخصيات التي قدمتها، بل أيضاً على مستوى العلاقة مع المخرج الذي يعتبر رجلاً أكاديمياً بامتياز درس السينما وكان همه تقديم صورة سينمائية في الأعمال التلفزيونية.

أعمال فايز قزق الدرامية

إضافة إلى مسيرته الحافلة السينمائية والمسرحية، نال “قزق” حصته في التلفزيون ولو لم تكن ملائمة لموهبته. وتابعه جمهوره خلال عامي 2022 و2024 بالعديد من الأدوار.

وظهر “فايز قزق” في “كسر عضم” بدور “الحكم” أبرزها المسؤول الفاسد، الذي حُرم أولاده وأسرته نتيجة جشعه. وبذات الأنانية ظهر بشخصية “أديب” في مسلسل “مع وقف التنفيذ” مع المخرج “سيف الدين سبيعي”.

وجسّد عام 2023 شخصية “ادريس” في “الزند“، العدو الأول لـ “عاصي الزند” الذي حرمه عينه في صغره بعد أن ضربه بالسكين.  ومن أعماله نذكر “ضبوا الشناتي”، “رياح الخماسين”، “الصديقات”، “أغمض عينيك”، “باب الحارة”، “وصايا الصبار”. “شارع شيكاغو”، “طوق البنات”، “القربان” والكثير غيرها.

تجدر الإشارة إلى أن “قزق” مواليد مدينة “اللاذقية” عام 1959، تخرّج من المعهد العالي للفنون المسرحية. حاصل على شهادة الدراسات العليا في إعداد وتدريب الممثل من كلية “روز بروفيلد” وماجستير في الإخراج من جامعة “ليدز” في “بريطانيا”. وقام بالتدريس لعدة سنوات في دولة “الكويت” قبل أن يعود إلى “دمشق” بشكل نهائي مكملاً مشواره الفني.