أخر الأخبارالرئيسيةفن

فادي الشامي بمال القبان.. لا يمانع السرقة لكن التشبّه بالنساء دفعه للانتحار!

آخرهم عمار وقبله أبو نبال وطبنجة.. هل السرقة والجريمة أهون من التشبه بالنساء؟

كان من الأنسب وفق وجهة نظر صنّاع مسلسل “مال القبان”. أن يسترد “خير _ يامن الحجلي” حقه من “عمار _ فادي الشامي”، بإجباره على ارتداء اللانجري بلون زهري ووضع المكياج على وجهه ومن ثم السير به وسط “سوق الهال”. تكريساً لفكرة أن التشبه بالنساء أمر مخزِ.

سناك سوري _ دمشق

وهذا الأمر دفع بـ”عمار” إلى محاولة الانتحار، وجاء هذا الموقف تتمة لتراكمات سابقة عانى منها. نتيجة رؤية المحيطين له بأنه شخص لايُمكن الاعتماد عليه بأي أمر، ولا يملك الذكاء والقدرة الكافية على دخول غمار التجارة في “سوق الهال”.

وكان والده “نجاح السفكوني” من أوائل المستخفين بابنه، حيث طرده الأول من المحل العديد من المرات. ونعته بصفات كـ”المعتوه”، بعد اكتشاف بضعة تصرفات مؤذية كـ”سرقة عربات نقل الخضار” التي تؤثر على سمعة الأب بين تجار السوق.

إلا أن كل ذلك لم يكن ذا أثر بالقدر الذي تركه تشبيهه بالمرأة بداخله، وخلال الحلقة 18 من “مال القبان”. يصعد “عمار” إلى سطح أحد المباني المهجورة، محاولاً رمي نفسه، إلا أنه يخاف، محاولاً بعدها قطع وريد يده بـ”المشرط” إلا أن الخوف يمنعه مرة ثانية.

فلا السرقة ولا قلة الحيلة أو الفشل بالعمل. جعلوا “عمار” يتخذ القرار بإنهاء حياته. إلى أن انتقم منه “خير” وحوله لامرأة، وهذا ما أدخله بنوبة حرج كبيرة هو ووالده.

من مشهد مال القبان _ حلقة 18 _ تلغرام

وهذا ما يعيد إلى الذاكرة ماقامت به المخرجة “رشا شربتجي” العام الفائت في مسلسلها “حارة القبة”. حين قامت “أم العز” بربط “طبنجة” ووضع المكياج له، ما تسبب بدخوله بحالة هستيريا رفضاً للتشبه بالنساء.

وقبله في “الولادة من الخاصرة” للمخرجة ذاتها، عندما تم كسر سطوة “أبو نبال” بالفعل ذاته، حين ملأ صراخه مكان حبسه. فهو لا يقبل أن يتحول لامرأة مهما قام من أفعال مؤذية بحق الآخرين.

ويأتي مشهد “عمار_ فادي الشامي” في “مال القبان” للمخرج “سيف الدين سبيعي” والكاتبين “علي وجيه ويامن الحجلي”. كتعزيز لفكرة العار الذي يصيب الرجل، بحال تم ربطه بأي أمر يعود للسيدات. اللواتي عليهن الشعور بالفخر عندما يتم وصفهن بـ”أخوات الرجال” مثلاً وكأنه وسام شرف لهن ويجب التباهي به.

وبعيداً عن محاولات تحقيق عنصر الترفيه وتجسيد الواقع ومعالجة أوضاع الناس. لاتزال بعض الأعمال تقع في الفخ ذاته. وهو النيل من الرجال بمنحهم صفات أنثوية، عوضاً عن تجنب مثل تلك الأفكار ومحاربتها في ظل بناء مجتمع يتمتع بمعرفة حقوق وواجبات كلا الجنسين وحقيقة وجودهم، أو ربما حاولت تلك الأعمال إبراز هذه القضية بتلك الطريقة. حين ربطت بين فكرة الأشخاص السيئين الذين لا يخجلون من سوئهم. بقدر ما يخجلون من فكرة التشبه بالنساء. إلا أن الإسقاطات كانت تتطلب توضيحاً أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى