الرئيسيةشخصيات سورية

فاتح المدرّس .. جامع الفنون بريشة ترسم شعراً

من مرسمٍ في دمشق إلى لوحاتٍ اقتناها سارتر

ولد “فاتح المدرّس” في قرية “حريتان” بريف “حلب” الشمالي  عام 1922 لينشأ في بيئة قروية بين أب من كبار الملّاك وأم من السوريين الكرد.

سناك سوري _ دمشق

في عمر السنتين فقد “المدرّس” والده الذي قتل جراء خلاف عائلي، فعاش مع أخيه الأكبر “كامل” عند أخواله في الريف القريب من الحدود التركية، قبل أن يعود إلى “حلب” حين أصبح في الثامنة ويعيش مع والدته في بيت بسيط بحي “باب النصر”.

النشأة الريفية والمشاهد الطبيعية التي احتفظ بها “المدرّس”، إضافة إلى شقاء والدته القادمة من بيئة فلاحية فقيرة، تركا بصمتهما على لوحاته لاحقاً، على أن نكبة حزيران عام 1967 ستتدخل لاحقاً في رسوماته حيث قال بأن وحوشاً دخلت إلى لوحاته ولم تعد تخرج.

بدأت موهبة “المدرّس” في الرسم منذ العاشرة من عمره، وحين أنهى دراسته الثانوية اتجه إلى “لبنان” فدرس اللغة الإنكليزية في الجامعة الأمريكية، وعاد لاحقاً لمتابعة دراسته العليا فدرس بداية في “روما” ثم نال الدكتوراه من أكاديمية الفنون الجميلة في “باريس” عام 1972.

وفي “دمشق” عيّن “المدرّس” أستاذاً في كلية الفنون الجميلة، واختير نقيباً للفنون الجميلة لمدة 11 عاماً.

اقرأ أيضاً:غوغل يحتفل بفنان سوري رحل قبل 3 عقود

الفرادة التي تميّز بها “المدرّس” أنها لم يكن رسّاماً أو فناناً تشكيلياً فحسب رغم تألقه التاريخي في هذا الفن، إلا أنه كان أيضاً قاصّاً وشاعراً وكاتباً بالفلسفة، فمنذ أن كتب قصيدته “الأمير” عام 1946 بدت موهبة الشعر تظهر فيه، فشارك في مجموعتين شعريتين الأولى “القمر الشرقي يسطع على شاطئ الغرب” مع “شريف خزندار” والثانية “زمن اللا شيء” مع “حسين راجي”.

كما أنه كتب مجموعة قصصية بعنوان “عود النعناع”، وشارك مع “محمود دعدوش” و”عبد العزيز علون” في كتابة أول بيان فني في الفلسفة الجمالية للفن العربي.

في الرسم، لا يمكن الإلمام بلوحات “المدرّس” ومعارضه وجوائزه، ولا يمكن إغفال أعمال تاريخية له مثل لوحة “كفر جنة” التي اقتناها المتحف الوطني في “دمشق” فور عرضها عام 1952، ولوحات أخرى مثل “خاتم الخطوبة” و”ملا خانة”.

ومن مرسمه الصغير في “دمشق” أخرج “جبران حلب” كما لقّبه الأديب اللبناني “مارون عبود”، لوحات أذهلت العالم ونال عليها جوائز كبرى مثل الميدالية الذهبية لمجلس الشيوخ الإيطالي، والجائزة الأولى لأكاديمية “روما” وجائزة “شرف بينالي” في “سان باولو” وجائزة الشراع الذهبي للفنانين العرب وغيرها.

في 28 حزيران 1999، غادر “المدرّس” الحياة لكن اسمه بقي حيّاً في التاريخ السوري كواحد من أبرز فناني البلاد الذي عاش الفن داخله ففجّر مواهبه معاً لينتج إرثاً وصل إلى العالمية، حيث كانت لوحاته جزءاً من مقتنيات الفيلسوف الفرنسي “جان بول سارتر”.

اقرأ أيضاً:بدوي الجبل.. الشاعر الذي أغضب أم كلثوم

زر الذهاب إلى الأعلى