أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

غيث سليم واجه الغربة والمرض وعاد ليطعم الناس الحلويات

غيث سليم من مغترب إلى مؤسس مشروع صغير في بلدته

اختار “غيث سليم” 23 عاماً، تأسيس مشروعه الخاص بصناعة الحلويات والمشروبات الساخنة بواحد من شوارع مدينته “السويداء”. وذلك عقب عودته من الإمارات لتأمين مصدر دخل يعيل به نفسه ويكفيه تكاليف علاجه.

سناك سوري _ رهان حبيب

مقابل الهاتف الآلي وسط “السويداء” يظهر مشروع “غيث سليم” لصناعة الحلويات والمشروبات الساخنة على بسطته الخاصة. وهو مشروع أطلقه بعد خوضه تجربة الاغتراب والعمل خلالها في مجال الاستراحات والمطاعم.

ولكن لم يُكتب لأحلام “سليم” أن تكتمل بغربته، بسبب إصابته بالفطريات الجلدية التي وقفت بطريقه. وعاد إلى البلاد بعدها باحثاً عن عمل، إلى أن أوصلته أفكاره لتأسيس تلك البسطة، حسب ماذكر لسناك سوري.

بدأ “سليم” مشروعه من قريته “المجيمر”، واستهدف فيه الأطفال الذين اعتلته الرغبة بتقديم شيء يفرحهم في أحد مواسم الأعياد. فأعدّ لهم “الكريب” الساخن مع الشوكولا السائلة والنسلة، مع إضافة النكهات اللذيذة التي تستقطب تلك الفئة. ونالت فكرته حينها الأصداء الإيجابية مادفعه للانتقال إلى مكان أوسع وامتهانها.

رحلة الوصول إلى المدينة

“جرة غاز، سخان، حافظات المياه الساخنة” معدات أساسية اعتمدها “سليم” عندما أسس بسطته في “السويداء”. والتي تضم أيضاً بعض أنواع الفاكهة، إضافة إلى عجينة الكريب والشوكولا التي يُعدّها بنفسه، ويحملها كل يوم في حقيبته من قريته إلى مكان عمله. ضمن واحد من شوارع المدينة المليء بالحركة والمارة.

«مع ساعات الصباح الأولى أصنع العجينة» يتابع “سليم” حديثه مع سناك سوري. وبيّن أن موعد عمله يبدأ بشكل رسمي تمام التاسعة صباحاً وحتى الثالثة ظهراً ليقدمها طازجة لمن يرغب بتناولها.

لم تبقَ علاقة “سليم” بزبائنه علاقة بائع بمشتري، بل سادها جو من الألفة حسب وصفه. ويشير إلى أنهم باتوا يبدون رأيهم بالطعم، وبدوره يطور ويحسن منها حسب رغباتهم.

برغم اعتماده بدايةً على أنواع الشوكولا السائلة والنسلة المتوفرة بالأسواق. إلا أنه آثر صناعتها بيديه لاحقاً:«باشرت بإحضار الحليب الطازج من قريتي وتحضير الحليب المكثف بشكل شبه يومي».  مؤكداً أن العملية بسيطة يلزمها فقط الهدوء والدقة.

كذلك الشوكولا الغنية بالزبدة والنكهات المختلفة، بات يصنعها بنفسه، ولاقت رواجاً عند مختلف الأعمار. لذا حرص على صناعتها بكميات جيدة تكفي استهلاك الزبائن ليوم واحد لتبقى طازجة.

غيث سليم رفع أسعاره مجبراً

كل شيء في البلاد صادف شبح ارتفاع الأسعار بطريقه نتيجة غلاء المواد الأولية لكافة الصناعات. وهذا ما تعرض له “سليم” بمشروعه الخاص أيضاً على بسطته. وأكبر صعوبة واجهته تأمين جرة الغاز التي يضطر للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

فرغم أنه بدأ بأسعار متدنية، إلا أن ارتفاع كلفة المواد الأولية أجبره على رفع السعر قليلاً ليتمكن من تغطية كامل النفقات. وما يضاف لها من فاكهة حيث يُقدم الكريب ساخن مع الموز ويزينه بصوص الشوكولا. حسب طلب الزبون بالتالي فهو بحاجة لأطباق بلاستيكية وعدة متتمات ليكون الطبق بالشكل المناسب.

توسيع المشروع

رافق التطور بسطة “غيث” التي لم تعُد مقتصرة على الكريب، وقال لسناك سوري أنه كان من الضروري تحضير  المشروبات الساخنة كالقهوة والشاي. وأكثر ما تميز به هو “شاي الكرك”، الذي أضافه ضمن المشروبات التي يقدمها. وحصد إعجاب المارة وجيرانه من أصحاب المحلات.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الشباب السوري، بات يتوجه لتأسيس مشاريعهم الخاصة والفردية في مختلف المحافظات. سعياً لتأمين دخل يعيلون به أنفسهم، ويساندون به أسرهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعترض غالبية الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى