غوطة دمشق تخسر ثُلثي ثروتها الحيوانية… ومعظم أراضيها غير مزروعة
الأشجار المثمرة التي تغنى بها الشعراء تحولت إلى حطب
سناك سوري – متابعات
بعد أن كانت “الغوطة الشرقية” مصدراً مهماً لتوزيع المواشي من الأغنام والأبقار إلى سائر المنطقة الجنوبية، بفضل اهتمام سكانها بتربيتها وتطوير أنواعها الجيدة، دخلت منذ سنوات الحرب الأولى في مرحلة انكفاء كبيرة نتيجة نفوق معظمها، فانخفض الإنتاج إلى الثلثين، وهروب مربيها نجاة بحياتهم من الموت.
وبحسب مدير زراعة “ريف دمشق” الدكتور “علي سعادات” فإن المتبقي في أرض الغوطة هو 19082 رأساً من الأغنام والأبقار فقط بعد أن كان عام 2011 حوالي 61937 رأساً، منها 37807 من الأغنام، و24130 رأساً من الأبقار.
وأكد “سعادات” لصحيفة “البعث”: «أنه تم إحصاء هذه الأعداد بعد تشكيل لجان خاصة من رؤساء دوائر الإنتاج النباتي، والتخطيط والتعاون الدولي، والصحة الحيوانية».
اقرأ أيضاً سوريا: تدهور الثروة الحيوانية .. أرقام وإحصائيات
وأدت الحرب المدمرة إلى هجرة الأرض الزراعية الخصبة، وجعلها خارج المعادلة الزراعية، ما ساهم أيضاً بخسارة كبيرة لمربي الثروة الحيوانية، حيث أشار “سعادات” إلى أن اللجان المشكلة بعد زياراتها لمناطق “حوش نصر، وحوش الظواهر، وحوش الفارة، وعين الزريقة، والبحارية، وميدعا، وميدعاني”، قد أكّدت أنّه لا يوجد فيها أي زراعات على الإطلاق، وأن مجمل المساحات التي تم إحصاؤها حالياً فيما يخص القمح بلغت 2210 دونمات مزروعة قمحاً، منها 1230 دونماً في “الغوطة الشرقية”، و980 دونماً في دائرة زراعة “دوما”».
وكانت الكارثة الكبرى التي أصابت “الغوطة الشرقية”، والتي لا يمكن تعويضها بسهولة، فهي الأشجار المثمرة التي كانت غابة غناء مليئة بكل الأنواع، فتحولت إلى وقود للمدافئ، وساحة للتجارة بالحطب من قبل اللصوص والعصابات، حيث وجد على قيد الحياة 100 شجرة لوزيات، و2000 شجرة إجاص، و2000 زيتون. فهل تنفع إجراءات وزارة الزراعة في عودة الحياة للأرض والبيئة في “غوطة دمشق” التي كانت ملهمة الشعراء قبل أن تتحول إلى ملهبة الحروب.
يذكر أن هذا الواقع سوف ينعكس سلباً على مواطني الغوطة ودمشق، حيث أن تعويض الضرر يحتاج وقتاً طويلاً سوف يستمر فيها نقص إنتاج مشتقات الألبان والأجبان، إضافة للمنتجات الزراعية، ما يعني استمرار موجة الغلاء لفترة قادمة لن تكون قصيرة في ظل ضعف الإجراءات الحكومية عموماً واقتصارها على تصريحات “السماء صافية والعصافير تزقزق ونحن نعمل على أكمل وجه”.
اقرأ أيضاً بالرغم من نقص الخدمات مواطنو “الغوطة الشرقية” يعودون على دفعات