الرئيسيةيوميات مواطن

غزوة البرغش… ليلة “الأخ طخ” في دمشق

هكذا أمضى سكان العاصمة ليلتهم

سناك سوري – دمشق

“حركة ناعمة” على الجسد يتبعها صوت “طخ” (كف)، هكذا تماماً عاش سكان العاصمة ليلتهم أمس محاطين بهجوم لحشرات ناعمة أكلت من دمائهم حتى شبعت ليل أمس.

لاينفع المكيف ولا المروحة معها ولا تحتاج لكثير من الوقت حتى تشن هجومها، فيكفي أن تفتح نافذة أو باب البلكون لتنشر الغسيل حتى تراها وقد تجمعت إلى جانب الإنارة ومن ثم تنتشر على الأسرة وفي غرف النوم والصالون وبكل مكان.

يشعل “عبد الله” سيجارة في الثانية صباحاً وينفخ دخانها في أرجاء الغرف على أمل أن تهرب الحشرات، تضحك عليه زوجته وتقول ما بكفي أكلنا البرغش لسا بدك تخنقنا بالسيجارة يرد عليها شو بفهمك انت، تتمتم في سرها وتتغطى ظناً منها أن الغطاء قد يمنع الحشرات عنها وما هي إلا لحظات حتى يسمع صوت “طخ” من تحت الغطاء، يضحك زوجها عليها ويقول “الحشرة” أذكى منك.

يطفئ “”حسان” كل أضوية المنزل ويشعل ضوء البلكون ومن ثم يشغل المروحة ويوجه هوائها إلى مواقع الانارة المطفية والجدران ويحاول أن يقف في موقف معاكس لباب “البلكون” ظناً منه أنه بهذا الطريقة سيخرجها من المنزل، يجرب الأمر بضع دقائق وخلال التجريب يفاخر بفكرته أمام أمه، ومن ثم يركض لباب البلكون يغلقه ويشغل الضوء من جديد في الصالون ليكتشف فشل خطته وأن الحشرات متشبثة بحيطان منزله، تنظر أمه إليه بعين (تضرب انت وخطتك).

“أماني” جربت حظها اليوم بأن عقمت منزلها بالكامل ظناً منها أن هناك أوساخ أدت لدخول الحشرات، قبل أن تأتي إليها جارتها بسكبة قبل الإفطار وتشرح لها عن معاناتها أيضاً مع “العض” ليل أمس، فندمت “أماني” على الجهد الذي أضاعته في تعقيم المنزل، بينما بدا وجه زوجها (شامتاً بها).

غالبية سكان العاصمة قتلوا أنفسهم (تعبير مزاجي) ليلة أمس خلال مواجهتهم “للعض” فمع كل عضة هناك “ضربة كف”، والبرغش يحب الوجوه والأكتاف على مايبدو، وأصعب العضات تلك التي تأتي على “الأنف” (تخيل انك تنعض بأنفك وتضرب أنفك كف عأساس بدك تقتل البرغشة هاهاهاها).

ندالة هذا البرغش يقول “طارق” في أنه بلا صوت يتقدم (عالهسة اللسة وبخلسة) ينفذ عضته ويغير مكانه في الجسد، فلا ينفع الكف معه، فالكف يأتي متأخراً بضع أجزاء من الثانية عن العضة (يعني تضرب كتفك تكون صارت على وجهك تضرب وجهك تكون صارت على كتفك وهيك قضيت ليلتي).

سيناريو الأمس سوف يتكرر اليوم على مايبدو خصوصاً وأنه لم تتم أي إجراءات خلال النهار لمواجهة هذا الهجوم ( أو أنه تم ولم نلحظها)، “فالبخاخة” التي تبخ البرغش عادة (أيام زمان) لم يلحظها سكان العاصمة اليوم ولم يرتفع دخانها في الشوارع معلناً المواجهة ولم يظهر بديلها، وكذلك لم ترتفع أصوات المسؤولين بالقول للناس لاتقلقوا “ليلة وعدت ولن تتكرر” وبالتالي فإن مسلسل “أخ طخ” موعود بالتكرار اليوم (فمع كل عضة بتقول أخ وبتخلع حالك طخ “كف”) وتعيش المتعة.

تحديث

محافظة دمشق قبل قليل: كثفنا إجراءاتنا لمواجهة البرغش… المواطن انشاء الله كل بخة بمليون برغشة (قادر ياكريم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى