مثل ذهبيتها الشهيرة، يلمع اسم “غادة شعاع” دائماً عند الحديث عن الإنجازات الفردية في تاريخ الرياضة السورية لتكون مثالاً على قدرة الرياضي على صناعة المستحيل والذهاب بعيداً في تحقيق الأحلام.
سناك سوري- ناصر بكار
في “محردة” بريف “حماة” ولدت “غادة شعاع” في الـ10 من أيلول عام 1973، وبدأت خوض مسابقات الجري منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها حيث حصدت حينها بطولة كأس الجمهورية لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية.
اتجهت “شعاع” بعد ذلك لممارسة كرة السلة، وأصبحت لاعبة رسمية عام 1989 إلى جانب استمرارها بممارسة ألعاب القوى، وقد شاركت مع ناديي “الثورة” و “الجلاء” في بطولات خارجية بكرة السلة وانضمت لمنتخب “سوريا” بكرة السلة للسيدات.
أولى تجاربها الدولية كانت في بطولة ألعاب القوى عام 1991 التي استضافتها “طوكيو” واحتلت مركز متقدم في المسابقة، وفي ذات العام حسّنت “شعاع” من رقمها ببطولة آسيا في “ماليزيا” فحلّت في المركز الثاني عالمياً مسجلة 5425 نقطة.
وفي عام 1992 حقفت غادة عدة إنجازات في دورة الألعاب العربية السابعة والتي أُقيمت في “دمشق” حيث ظفرت بالميدالية الذهبية مسجلة 5528 نقطة، وبذهبيتي الوثب الطويل ورمي الرمح قبل أن تحقق فضيتي الوثب العالي وسباق التتابع، كما حققت فضية دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الثانية عشر في “فرنسا” مسجلة 6168 نقطة.
شعاع بطلة العالم
بحلول العام 1994 عانقت “شعاع” الذهب ونالت ميداليته في دورة الألعاب الآسيوية في “هيروشيما” اليابانية مسجلة 6260 نقطة، إلا أن الإنجاز الأكبر لم يكن قد أتى بعد، حيث أصبحت “شعاع” بطلة العام بسباعي ألعاب القوى في “السويد” عام 1995، برصيد 6651 نقطة تفوّقت بها على الأمريكية “جاكي كيرسي” والألمانية “سابين بروان” وغيرهما رغم صعوبة بطولة السباعي التي تضم 7 مسابقات على يومين تشمل سباق 100 متر حواجز، والوثب العالي، ورمي المطرقة، والقفز الطويل، وسباق 200 متر، ورمي الرمح، ثم سباق جري 800 متر.
اقرأ أيضاً:غزال سوريا بطل آسيا بجاهزية 1% فقط!
ذهبية أتلانتا التاريخية
على وقع النشيد الوطني كان العلم السوري يرتفع عالياً في سماء “أتلانتا” الأمريكية، بينما تعتلي “شعاع” منصة التتويج متفوقة على البيلاروسية “ناتاليا سازانوفيتش” صاحبة المركز الثاني والبريطانية “دينيس لويس” صاحبة المركز الثالث، فيما حملت “شعاع” الذهب التاريخي لبلادها بإنجاز غير مسبوق، كانت فيه أول سورية تحصد ذهبية دورة الألعاب الأولمبية ولم يتمكن أحد من الوصول لإنجاز مماثل حتى الآن في “سوريا”.
سيحفظ التاريخ مشهد “شعاع” وهي تركض حاملة علم بلادها في الاستاد الأولمبي، لترفع عالياً في الصدارة ولا تكتفي فقط بالمشاركة على غرار ما كان سائداً للمشاركات السورية بالبطولات العالمية، واختيرت بعد ذلك لتكون رياضية القرن العشرين في “سوريا” تكريماً لها على منجزاتها.
إنجازات رغم الإصابة
أواخر العام 1996 تعرّضت “شعاع” لإصابة في الظهر أثناء التدريب، ذهبت على إثرها إلى “ألمانيا” لتلقي العلاج، وكشفت “شعاع” في مقابلة سابقة مع قناة “الكأس” أنها تعرّضت في “ألمانيا” أثناء العلاج لحادث سير نجت منه بأعجوبة ما زاد من متاعبها الجسدية ووضعها الصحي.
لكن إصرار البطلة الأولمبية داخلها دفعها لمقاومة الألم واستعادة العافية لتعود إلى الميادين الرياضية مجدداً عام 1999 من بوابة دورة الألعاب العربية في “الأردن” والتي نالت خلالها ذهبيتي رمي الرمح والوثب العالي وفضيتين في مسابقات الكرة الحديدية والوثب الطويل.
أما آخر مشاركاتها في بطولة العالم لألعاب القوى فكانت عام 1999 في “إشبيلية” الإسبانية حيث نالت الميدالية البرونزية بتسجيل 6500 نقطة رغم ما مرّت به من ظروف الإصابة والعلاج والابتعاد عن المشاركات خلال تلك الفترة.
رغم مرور أكثر من 20 عاماً على آخر إنجازات “شعاع” العالمية إلا أن الذهب الذي حصدته في مسيرتها لا زال محتفظاً ببريقه ولا تزال صورتها تعيد جماهير الرياضة السورية لفرحة تلك الإنجازات والأمل بولادة “غادة” جديدة تعيد رفع اسم “سوريا” في البطولات الكبرى.