عن وزارة الاتصالات والحمام الزاجل و”المؤامرة الكونية” و”حكومة الفقراء”!
الاتصالات السورية تقاسم الموظف السوري على “لقمته الخارجية” وتدرس كيفية زيادة أرباح شركتي الاتصالات الخليوية!
سناك سوري-رحاب تامر
«بهدلونا يا رحاب»، قالها صديقي بوجه مصدوم صباح اليوم، متحدثاً لي عن الرسالة التي وردت إلى جواله قادمة من وزارة الاتصالات، والتي تتضمن إبلاغه بقيمة “الغيغيات بايت” التي استهلكها الشهر الفائت، وهي المرة الأولى التي تحتسب الوزارة له قيمة استهلاكه.
صديقي ذاك يعمل بنظام العمل عن بعد مع إحدى الشركات العربية، التي تستغل انخفاض مستوى المدخولات في “سوريا”، وتحرص على توظيف أشخاص من البلاد لكون أي دخل ستقدمه لهم ومهما كان قليلاً سيكون “شغلة” مقارنةً بالمدخولات هنا، هذا ما انتبهت له الاتصالات السورية التي أرادت أن تقاسم الموظف “الخارجي” على لقمة عيشه “الخارجية”، بعد أن فشلت “حكومة الفقراء” بتأمينها له “داخلياً”.
إذاً، نظام “السياسة العادلة في توزيع الانترنت” كما تصفه السورية للاتصالات، قادم لا محالة وما على السوريين سوى الرضوخ مجدداً، والقبول بما هو آت من عند “حكومة الفقراء”، و”كلو لصالحو بس المشكلة إنو هو مواطن غشيم ما بيفهم صالحو من طالحو وبيضل ينق قد 10 نسوان”.
رأس صديقي المواطن السوري، ما يزال يحتمل المزيد من الضربات، إذ أن الضربة القاضية لم تصل بعد، ولهذا فقد زفت له وزارة الاتصالات خبراً آخر عن نيتها حجب المكالمات الصوتية والفيديو عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتبقّ له سوى أن تخبره الشركة الخارجية التي يعمل بها بنيتها الاستغناء عن خدماته، “لتكمل معو”، ومن الممكن أن يبادر هو بهذا الطرح بعد كل تلك العقبات التي زرعها المسؤولون في وجهه ووجه لقمة عيشه.
اقرأ أيضاً: في العيد.. “سكايب” يجمع العوائل السورية المشتتة
ما يعني أن الوزارة التي ستقاسم صديقي على “لقمته الخارجية” بعد أن فشل في إيجادها داخلياً، تسعى لزيادة أرباح شركتي الاتصالات الخليوية، التي تأثرت بفعل استخدام المواطن للاتصالات عبر الانترنت، خصوصاً أن “الموسم الحالي” “دسم جداً”، بوجود مئات آلاف السوريين في الخارج ممن يستخدمون ماسنجر وواتساب وسكايب للتواصل مع أهلهم داخل البلاد عبر مكالمة الفيديو التي توفر قليلاً من الحميمية بعد أن شتتت شملهم الحرب والأوضاع المزرية.
سبع سنوات من الحرب مضت، كانت الحكومة تعيننا على تحملها بلغتها الخشبية وحديثها عن “مؤامرة كونية” تستهدف البلاد، لكن كل هذا التضييق الذي تمارسه على المواطن اليوم أليس هو أيضاً “مؤامرة كونية” تستهدف المواطن ومعيشته، لماذا علينا كمواطنين تصديق “المؤامرة الكونية” على الوطن، وليس على الحكومة أن تصدق المؤامرة التي تستهدف المواطن السوري في معيشته وحياته.
وحتى تنجلي “المؤامرة الكونية” عن البلاد والعباد، أورد لكن عرضاً قرأته على الفيسبوك علّه يفيدكم مستقبلاً: «جوز حمام زاجل مدربين للتواصل الاجتماعي للبيع بأعلى سعر …. للجادين فقط والتواصل ع الخاص».
اقرأ أيضاً: الاتصالات تدرس حجب المكالمات …. قريباً رح ينحجب الهوا!!؟