أخر الأخبارالرئيسيةسناك ساخر

عن دخول شركة اتصالات إقليمية.. كل إشاعة بتكلفنا خيبة

من زين إلى الرواتب بالدولار والمنح المنتظرة.. الشائعات تعدنا بالجنة، والواقع يجرّنا للباقة الاقتصادية!

قبل عدة أشهر سارعت صفحات الفيسبوك للتطبيل، ودخلت في سباق مع نفسها لزفّ البشرى للسوريين “قريباً شركة زين ستدخل سوريا وتمنحنا هداك الإنترنت الذي لم نعرفه مسبقاً”، وهنا سرح خيالي لدرجة التشفي من شبكات الاتصال المحلية، تلك التي تستكتر حتى أذن الجمل فلا تمنحها!

سناك سوري- رحاب تامر

ومرت الأيام والأشهر أصبر فيها على سوء الإنترنت، ووعيد مديري وأخبره في سري “انتظر ليجي الإنترنت الحقيقي”، وفي كل مرة تخذلني الشبكة، أفكر بكيفية الانتقام من تلك الشريحة الصغيرة داخل موبايلي المهترئ، هل أودي بها بانتهاك فردي “من تحت لتحت”، أم أجاهر بإزهاق حياتها وتقطيع أوصالها أمام الملأ دون خوف من عقاب؟

بالتأكيد لم أفكر باختطافها، على العكس تماماً، كنت أريد “انتقاماً مع ثأر كبير” قولاً وفعلاً، وليس فقط فعلاً كما يحدث في سنغافورة اليوم.

اليوم أجد نفسي ضحية لشائعة فيسبوك دغدغت في داخلي مشاعر الحاجة للقفز فوق جحيمنا، وصولاً “لهداك” المستقبل، فلا “زين” دخلت، ولا شركات الاتصالات المحلية توقفت عن مد يدها إلى داخل جيوبنا قسراً، والبحبشة داخلها عن بقايا مال ادخرناه لطعامنا وطعام أطفالنا.

حتى حلم المنافسة الذي أردت أن أكحل عيناي به قبل موتي “بشي خطأ، كش برة وبعيد”، ودعته اليوم فلا منافسة إلا بين شقيقتين تتفقان علينا ليلاً وتخبراننا في الصباح، وإن اضطرت إحداهما للتبرير مجاملة، تقول في بيانها: «وإدراكها لاعتمادهم على شبكتها كجسر تواصل أساسي»، هي تدرك أيضاً أنه بوصفها الوحيدة تستطيع التحكم بالسوق وبنا!

وهكذا أغلقت الشريحة عينيها، وتناومت عن قصد، وتدثرت بلحاف الاحتكار، تاركة إياي أكلم نفسي وأبحث عن إشارة وهمية، وأهمس في أذن الموبايل: “افتحي يا شبكة”… وما فتحت.

والله يسترنا من باقي شائعات الفيسبوك، تبع “الراتب رح يصير بالدولار”، و”المنحة الجاية قريبة”، و”سوريا على أبواب نهضة اقتصادية”، لأنو إذا كل إشاعة بتكلفنا هالقد خيبة أمل.. لازم نبلش نشتري مسكنات نفسية مع كل كرت شحن رصيد!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى