عن المرأة.. إذا الشمس ساطعة والعصافير تزقزق .. لم كل هذا الشقاء؟!
لماذا كلما خصصنا يوماً لقضية ما، تشتت الاهتمام بالعمل عليها، إلى الاحتفاء باليوم نفسه، وتحويل القضية لمناسبة عابرة.
سناك سوري – لينا ديوب
طيلة الأيام الماضية أقيمت الاحتفاليات بـ”يوم المرأة العالمي”، ويستضيف التلفزيون شخصيات مختصة، وغير مختصة تتحدث عن الاهتمام بكل ما يخص المرأة من خطط وطنية وبرامج تمكين، ومشاركة في الحياة العامة، ولم ينس المتحدثون الدعم النفسي أيضاً. لن نقول ما الفائدة من هذه الاحتفاليات، فإذا كان بعضها أخذ طابعاً مناسباتياً عابراً، إلا أن بعضها الآخر توجه لنساء يواجهن بصعوبة رحلة كفاحهن اليومي، فكسر روتين اليوميات الرتيبة الذي لا يسمح للواحدة منهن بالنظر لوجهها بالمرآة، وأخرجها من انشغالها وتعبها لتحتفي بنفسها، بتقديم وردة، وتسريحة شعر، وسماع موسيقا جميلة.
إقرأ أيضاً الفتاة السورية الأكثر نزوحاً عنوسة واغتصاب … اليوم العالمي للفتاة
ثمة نقاط مشتركة بين تلك الاحتفاليات واللقاءات، تتمثل في الحديث عن المكانة الرفيعة التي وصلتها المرأة السورية، وعن دورها المهم في هذه الحرب، مع الإشارة إلى أن القوانين لم تصل للمستوى الذي حققته المرأة. لكن تلك الاحتفاليات لم تقدم أي إضافة عن سابقاتها فيما مضى من أعوام. فالمرأة السورية التي دخلت إلى العلم والعمل من الباب الواسع، لم ينعكس ذلك على حياتها الخاصة في “قانون الأحوال الشخصية” فيما يخص الولاية، والوصاية، والنفقة، وسكن المحضون، والطلاق بالإرادة المنفردة، ومنح الجنسية لأبنائها. يضاف له اليوم ما فرضته عليها الحرب من تضاعف عبء الإعالة، وعبء التربية، والاهتمام بالأسرة، أي أن معاناتها بسبب القوانين المجحفة لم تخف، وشقائها بسبب الفقر لم يزل على حاله، أي أن الاسترسال في الاحتفاليات والخطط، والاستطراد في الحديث عن مكتسبات ومكانة، دون الإرادة الحقيقية لتغيير القوانين المجحفة، وتحسين مستوى المعيشة، يبقى كلاماً لتمرير يوم الاحتفال.
حتى في المؤتمرات والورشات التي تقيمها المنظمات النسوية، بدأنا نسمع من بعض المشاركات ما الجدوى، وماذا بعد؟. وكأن الجميع يبذل من الكلام عن القضية، أكثر ما يبذل من إجراءات.
إقرأ أيضاً في يوم المرأة العالمي.. هي تحتاج حياة لا احتفال على أنقاضها!