
حمّل بعض المسؤولون ووسائل الإعلام اللبنانية، اللاجئ السوري مسؤولية أزمة الخبز التي يمر بها “لبنان”.
سناك سوري _ متابعات
وكانت تهمة السوري في الأزمة أنه يأكل الخبز فيزاحم اللبناني عليه على أن تناول الخبز امتياز لا يستحقه اللاجئ السوري أمام المواطن اللبناني.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال “هيكتور حجار” إن “لبنان”. يدعم اللاجئين السوريين بـ 9 مليون دولار ثمناً للخبز.
ولم يكن “حجار” وحيداً بين مسؤولي الطبقة السياسية اللبنانية ممن يحمّلون اللاجئين السوريين مسؤولية أزمة البلاد واقتصادها المنهار. بفعل الفساد المتراكم على مدى أكثر من 30 عاماً، إذ سبق لرئيس حكومة تصريف الأعمال “نجيب ميقاتي” أن لوّح للدول الأوروبية بورقة الترحيل القسري للاجئين بحال لم يقدّموا مساعدات مالية كافية لـ”لبنان”.
وانتشرت عبر تويتر تغريدات تحت هاشتاغ “أرضنا مش للنازح السوري” طالب مطلقوها بطرد اللاجئين من “لبنان”. وحمّلوهم مسؤولية الأزمة بشكل عنصري فاضح.
جميع النازحين السوريين يحصلون على الخبز مجانا عبر جمعيات نعرفها جيدا، كما نعرف ان معظمهم باتوا يبيعون هذا الخبز "سوق سودا" ثم يصطفّون في الطابور ويسابقون اللبناني.
جماعة "نازحين جوا جوا جبران برا برا" أخبروني هل ردّ لكم هؤلاء الجميل بربطتين خبز؟
النازح ايضا حلقة من حلقات الازمة!— إيناس كريمة (@EnassKarimeh) July 26, 2022
في المقابل كان ناشطون ومغرّدون آخرون يردّون على الحملة بتصويب سبب الأزمة وتوضيح جذورها. بعدم الانجرار وراء الادعاءات التي تلصق الاتهامات باللاجئين وتبرء السياسيين من مسؤولية ما يحصل.
من السذاجة الفكرية والاقتصادية وغيره اعتبار ازمة الخبز في لبنان مردها النازحين السورين.
النازح يدفع ثمن ربطة الخبز وكمية التهريب لا تكسر اقتصاد او تجوع الشعب اللبناني.
على اللبناني ان يساءل زعمائه الفاسدين وكرتالات الطحين.
هيدا خيك اللبناني يلي عمينهبك. #ارضنا_مش_للنازح_السوري pic.twitter.com/ymNz9TJcjf— Selim Mawad سليم معوض (@2013Mawad) July 29, 2022
وفي إطار الإجراءات العنصرية، قامت إدارة أحد أفران “زحلة” بمنع تسليم الخبز إلا للبنانيين فقط. مع اتهام السوريين بأنهم يبيعون الخبز في السوق السوداء.
قد يبدو من المفهوم أن ما يمر به “لبنان” من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في تاريخه حمّله أعباءً قاسية وصلت مفاعيلها إلى ربطة الخبز. لكن ما هو غير منطقي في الأمر أن يصبح اللاجئ السوري الذي يتلقّى مساعدات أممية بـ”الدولار” عبر الدولة اللبنانية. والمنظمات غير الحكومية، ويعمل في السوق اللبنانية بأجور متدنية، ويشتري الخبز كحال المواطن اللبناني وبنفس السعر سبباً للأزمة.
ترويج العنصرية في الخطاب الإعلامي السائد أدى لوقوع اعتداءات جسدية على السوريين على طوابير الخبز في أوضح صورة. على أثر خطاب الكراهية والتحريض على العنف، مع انتشار مقطع الاعتداء بالضرب على سوري في منطقة “برج حمود” بعد حصوله على ربطة خبز.
اللاجئ السوري لا يزاحم اللبناني على رغيفه كما تحاول بعض وسائل الإعلام أن تقول بل يقاسمه أزماته ويعيش معه أوجاعه. ورغم ارتفاع عدد السوريين في “لبنان” إلا أنهم لم يكونوا يوماً سبب أزمته التي تعود جذورها لعقود بسبب سياسات وممارسات فاسدة.