الرئيسيةيوميات مواطن

عندما غدرني جزداني.. مية ليرة سورية قتلت كل أحلامي

وهيك قررت اغسلها وانشرها.. وميّتها شربتها الشجرة

توجهتُ صباحاً وبكامل نشاطي نحو “جزداني”، لأحمله وأنطلق لشراء بعض الأغراض، وعلى غير عادتي قمت بفتحه عند الباب. لأجد فيه مائة ليرة سورية وحيدة مستلقية به، وهالمية ليرة بتشبهني خايضة معارك وحروب. وفيها من “الكسور الملصوقة” ما لا يمكن إخفاؤه.

سناك ساخر – مهتمة بالمية

مسكتها بروية على اعتبارها عملة بالية (ما بتلقى جعك لأنها مهترية). وعدت بابتسامة للداخل وكلي قناعة (قضا أحسن من قضا، اتخجل لحالي أحسن مو بين العالم).

وقضيت ساعةً متواصلة بالتفكير من أين انتابني ذاك الشعور أنني أملك مالاً في حقيبتي. وماهو منبع تلك الثقة لأتخذ قرار الشراء.

لم أستغرب الوضع ففي رأسي آلاف الأفكار، ولربما تخيلي أن هناك فائض من راتبي أمراً عادياً، لن أحمله الكثير من التأويلات. فالجميع على دراية كافية بالعلاقة ما بين رواتبنا والأسعار، والأوضاع المحيطة (مو مخلاية حدا بتركيزو).

“غدرني جزداني”، ليست بالغدرة الأولى، فأنا من غدر محبتي من اخترتهم (انتبهوا كل الخيارات متاحة هون لا تحصروها بالحبيب)، وغدرتني من أمّنتها على أسراري (كمان مو ضروري تكون رفيقة). وخلال العشر سنوات الماضيات كنت ممن غدرتهم بلادهم. فأصبحت في حالة من التصالح مع تلك المشاعر، وباتت مصادر قوة لشخصيتي دون مبالغة.

الغريب هو الحد الأقصى من الضحك الذي انتابني حينها، فقد جرت العادة أن ألجأ للبكاء فوراً. ولكن على مايبدو (تمسحت المهم عندي دخان والباقي بيتدبر).

وبدأت التخيلات تلعب، لو أنني صعدت بالنقل الداخلي، ولو دخلت الدكان، والعديد من (ولو ولو ولو)، وأنا اعتقد أنني أملك المال ولم أجده فماذا سيكون موقفي حينها؟.

فما كان مني إلا أن حمدت ربي، وقمت بحمل المائة وغسيلها ونشرها (قال يعني عم بيّض أموال هاهاها حسب فهمي للاقتصاد العالمي). لتبقى ذكرى جديدة أضيفها لسجل خيباتي المسجلة في بلدي، الذي آثرت على محبته بمقدار صفعاته المتتالية لنا نحن جيل الشباب (وجيب المجوز يا عبود).

اقرأ أيضاً: نداء إلى الجميع.. هيا بنا ندبك

زر الذهاب إلى الأعلى