الرئيسيةشباب ومجتمع

عمرو القنطار يخيّط الألعاب القماشية بنكهة المحبة في السويداء

مثل أي شاب آخر، يحتاج عمرو القنطار إلى دعم مشروعه ليستمر العمل والإنتاج

نجح الشاب “عمرو القنطار” 30 عاماً أحد أصحاب متلازمة داون بصناعة الألعاب القماشية،حيث يتعامل مع ماكينة الخياطة بمساندة ودعم والديه. ليصنع ألعاباً آمنة للأطفال، بينما يأمل والدا الشاب أن يكون المشروع مصدر دخل دائم وعمل لابنهم.

سناك سوري-رهان حبيب

يصف “نايف القنطار” والد الشاب، الأيام التي عاشوها عند ولادة “عمرو” وسنواته الأولى باللحظات القاسية. قبل أن ينتقلوا إلى الأردن لاستشارة الأطباء وهناك تم تشخيص الحالة بمتلازمة داون. فقبل 30 عاماً لم يكن تشخيص المتلازمة في سوريا ممكناً.

لم تنتهِ اللحظات القاسية عند ذلك الحد، فقد اجتهدت العائلة على علاج المشاكل الصحية التي عانى منها “عمرو”. وتعاملت معه بحذر شديد وسرعان ما تكللت الجهود بالنجاح.

يضيف “القنطار” الأب لـ”سناك سوري”، أنه حرص مع والدته على تقديم كل أنواع الدعم لابنهما، ليحيا بسلام ومحبة بين أشقائه الثلاثة كذلك في المجتمع. فحلمهم كعائلة هو أن يحيا ابنهما سعيداً، وهذا ما حاولا منحه إياه من خلال إغداقه بالمحبة والحنان.

عمرو قنطار مع والده أثناء العمل - سناك سوري
عمرو قنطار مع والده أثناء العمل – سناك سوري

الحرص على تعليم المهارات

تعوّد والده اصطحابه إلى ورشته الخاصة بالخياطة، بشكل يومي ومشاركته في كافة الأنشطة اليومية. وحرص على تعليمه بعض المهارات بصبر ومحبة كبيرين ليشغل وقته أولاً وعلى أمل أن تكون عوناً له في المستقبل.

وبعد دورة مع دائرة العلاقات المسكونية، حصل “عمرو” على تدريب مناسب في مجال الأعمال اليدوية. صقل مهاراته فيها مستفيداً من دروس الخياطة التي علّمها إياه والده في مشغله. حتى بات الشاب قادراً على التعامل مع الماكينة وقادراً على خياطة هيكل اللعبة. وتجهيزها للحشو.

“عمرو” ابن الثلاثين عاماً ينتقل يومياً إلى “نادي الفرح” الذي أقامته “اعتماد العقباني” على نفقتها الخاصة ليشارك بالأنشطة والمعارض. إلى جانب الاهتمام بمشروعه الصغير مع والديه.

عمرو مع والدته مع والدته رائدة القنطار - سناك سوري
عمرو مع والدته مع والدته رائدة القنطار – سناك سوري

عمرو مهتم بترتيب غرفته

تقول والدة “عمرو”، “رائدة القنطار” تعمل كربة منزل، لـ”سناك سوري”، إن ابنها مهتم بترتيب وتنسيق أغراضه وغرفته بشكل أنيق. ويحرص حتى على نظافة وأناقة خزانة ملابسه التي يرتبها بنفسه. وهذا من وجهة نظرها ما جعله قادر على إتقان مهارة تصنيع الألعاب وخياطتها بشكل أنيق.

وعن اهتمامه بتصنيع الدمى القماشية، فقد بدأ حين كان يتابع جارتهم المتخصصة في تصنيع الدمى والألعاب القماشية الآمنة. والتي لاحظت مدى اهتمامه بالفكرة وبدأت تدربه على رسم الأشكال والتعامل مع القماش. ومع الدورة التي خضع إليها لاحقاً والمبادئ التي تعلمها في ورشة والده. نجح الشاب بإتقان العمل وشارك بالعديد من المعارض.

تواجه حرفة “عمرو” عدة تحديات أهمها التسويق فالفرصة الوحيدة للتسويق حالياً من خلال المعارض. بينما تأمل والدته وجود منافذ للبيع أو امتلاك مشغل صغير وهذا بالوقت الحالي غير ممكن بسبب غلاء الإيجارات.

لم يجد “عمرو” ورفاقه من مرضى متلازمة داون مكاناً يتسع لهم بعمر الشباب وما بعده. وفي حال وجدت المعاهد الخاصة فهي مكلفة مادياً وإذا تمكن من العمل والإنتاج فلا بد من إيجاد طرق لدعم مشاريع هذه الشريحة التي تشغل وقتهم وتعود عليهم بالخير.

زر الذهاب إلى الأعلى