على سيرة زيادة الراتب.. سوريون انخفضت مداخيلهم لأكثر من النصف
التجار والحكومة وأصحاب المعامل كلهم بيقيسوا أسعارهم بالدولار.. شي مرة حدا اتطلع بهالمواطن المعتر وسألو كيف وضع راتبك مع الدولار.. نحن سألنا وهيك كانت الإجابات!
سناك سوري-رحاب تامر
يقيس التجار اليوم ومثلهم أصحاب المعامل مداخيلهم وأسعار منتجاتهم على الدولار، حتى الحكومة رفعت سعر المحروقات بما يتناسب مع تضاعف سعر الصرف لأكثر من عشرة أضعاف، لكن هل تساءلت تلك الجهات ولو لمرة واحدة، ماذا إن قاس الموظفون مداخيلهم وفق حسابات الدولار؟!، نحن في “سناك سوري” قررنا أن نساعدهم ليتعرفوا على واقع الحال عن كثب.
بدأ “حسان” وهو زميلي في العمل الصحفي بأحد المؤسسات الإعلامية الحكومية، مسيرته كصحفي منذ عام 2005، كان يتقاضى حينها راتباً يتراوح بين 3000 إلى 7000 ليرة شهرياً، فهو لم يكن مثبتاً إنما عمل على نظام الاستكتاب.
لم يكن هذا الراتب يرضي طموحه تلك الأيام، تماماً مثل عمله الصحفي الحكومي الذي اقتصر على تغطية نشاطات ثقافية وأخبار المحافظة آنذاك، يقول لـ “سناك سوري”: «كنا نعمل على كليشة أكد وشدد ونوه وشكل لجنة، الشهيرة جداً في الأخبار الحكومية، لدرجة أننا كنا نستطيع تكرار الخبر ذاته بفارق تغيير ترتيب الأسماء فقط في كل مرة».
توجه “حسان” حينها إلى العمل الإلكتروني الصحفي الذي كان يعيش مرحلة البدء دون نضوج كافي، بدأ العمل كمراسل لمحافظته مع أحد المواقع الإلكترونية الناشئة آنذاك لتتبدل حياته قليلاً، يضيف: «كان راتبي الأول مع الموقع 9800 ليرة، مازلت أذكر تماماً هذا الرقم، الذي سرعان ما تضاعف خلال الأشهر اللاحقة حتى وصل إلى 25 ألفاً في بعض الأشهر».
تمكن “حسان” من عيش حياة مرفهة جداً وبازخة حتى، بمبلغ الـ30 ألفاً الذي كان يتقاضاه شهرياً من خلال عمله الصحفي في الجهتين اللتين عمل بهما، في وقت كان به الدولار لا يتجاوز الـ48 ليرة سورية.
تبدلت الظروف لاحقاً، تم ثبيته في عمله مع مطلع الحرب السورية، ووجد فرصة جديدة في المواقع الإلكترونية التي باتت تحظى بانتشار واسع، وبات مجموع ما يتقاضاه شهرياً حوالي الـ125 ألف ليرة، يضيف لـ”سناك سوري”: «قياساً بالدولار وبالأوضاع المعيشية والغلاء، تراجع دخلي لأكثر من النصف فالـ125 ألف تعني بحسابات الدولار قبل 2011 حوالي 12500 ليرة وأقل فالدولار اليوم بـ600 ليرة بينما كان 50 ليرة حينها، أي أن التضخم زاد عن 10 أضعاف، رغم أن خبرتي زادت والمفروض أن يزداد دخلي بناء عليها».
أما “قصي” الذي يعمل مندوباً لشركة طبية، فقد أكد أنه يتقاضى شهرياً مبلغ 100 ألف ليرة سورية، في حين كان المندوب الطبي قبل الأزمة يتقاضى شهرياً 25 ألف ليرة، يضيف: «لم يزيدوا الرواتب عشرة أضعاف كما زادوا أسعار الدواء، إنهم يربحون كثيراً كما في السابق لا أعتقد أن الأمر تغير عليهم فعلبة الدواء التي كان ثمنها قبل الحرب 25 ليرة أصبح اليوم 300 ليرة، إلا الرواتب باتت كثيرة عدداً وقليلة القيمة جداً عند استخدامها لكننا لا نملك إلا الرضوخ لهذا الواقع، فالرمد أفضل من العمى».
“سهى” عاملة بيع في أحد وكالات الألبسة وتعمل بها منذ عام 2004، قالت إن راتبها بلغ مع بداية الحرب عام 2011 16 ألف ليرة شهرياً، واستمر بالارتفاع حتى وصل إلى 50 ألف ليرة، لكنها تقيس الأمر وفق حسابات الدولار وترى أن راتبها تراجع جداً رغم أنه من المفروض أن يتضاعف ويزداد.
“حسام” وهو سائق تاكسي يعمل عليها منذ عام 2003، يقول إنه كان في ذلك الوقت يتقاضى يومياً مبلغ 500 ليرة بالإضافة لثمن دخانه وطعامه، في حين بات ما يحصل عليه اليوم مبلغ 2000 ليرة يومياً، ما يعني 200 ليرة وربما أقل بحسابات الدولار، ورغم أنه يطالب صاحب التاكسي بزيادة الأجرة له إلا أن الأخير يرفض بحجة تكلفه مبالغ كبيرة في عمليات التصليح.
الموظف الحكومي يبدو أسوأ حالاً اليوم، فهو ملزم بدوام 7 ساعات في اليوم ويتقاضى شهرياً راتباً يتراوح بين الـ20 إلى 50 ألف في أحسن الأحوال وبسنوات الخدمة الأخيرة، الموظف ذاته كما يقول “إبراهيم” كان يتقاضى سابقاً حوالي الـ12 ألف ليرة شهرياً، أي أن راتبه انخفض إلى أكثر من النصف بحسابات الدولار.
وإن كانت الليرة وجدت من يوصي بدعمها بكلمة طيبة، فمن سيوصي بدعم المواطن بمثلها على الأقل؟!.
اقرأ أيضاً: الدولار يتجاوز حاجز 580 والمركزي يدعو المواطنين لدعم الليرة ولو بكلمة طيبة!