على ذمة الآبيات.. ينتظرنا شتاء باردٌ ماطرٌ
هل سمعتم بالآبيات التي استخدمها أجدادنا بالساحل السوري لمعرفة مواعيد الزراعات البعلية؟
يخبرني صديقي أن الشتاء سيكون قارساً مصحوباً بأمطار وفيضانات كبيرة هذا العام. وصديقي هذا مثلي مجرد صحفي بائس، لم يدرس علوم الفلك أو يمتلك أجهزة الرصد اللازمة. بل يعتمد في توقعاته على ما يسمى “الآبيات” التي كان يعتمدها الأجداد في الساحل السوري لمعرفة أحوال الطقس. التي كانت تساعدهم في تحديد مواعيد الزراعات البعلية.
سناك سوري-اللاذقية
تأتي تسمية “الآبيات” نسبة إلى شهر آب على التاريخ الشرقي، والذي بدأ هذا العام بتاريخ 14 آب وفق التقويم الميلادي. ومن 1 آب على الشرقي وحتى اليوم الـ12 منه، يرمز كل يوم إلى أحد الأشهر بالترتيب. مثلاً 1 آب يرمز إلى كانون الثاني، و2 إلى شباط وهكذا.
وكان الفلاحون في الساحل السوري يضعون الملح بصحن صغير في الخارج مساء حتى الصباح طيلة تلك الأيام. فإن كان الملح ندياً جداً يوم 1 آب مثلاً، فهذا يعني أن شهر كانون الثاني سيكون ماطراً بقدر حجم ابتلال الملح في الصحن. الذي قد يمتلئ أحياناً بالمياه ليكون دلالة على أمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات.
صديقي الذي يحرص كل عام على القيام بهذه التجربة بدافع الفضول. أكد لي أن الطقس سيكون شبيهاً بطقس عام 2015، أي ستكون بعض الأشهر باردة جداً تشهد هطولات ثلجية كثيفة خصوصاً في شهري كانون الثاني وشباط. أيضاً ستحدث أمطار غزيرة، لكن السمة الأبرز لشتاء 2025 ستكون البرد الشديد.
لا أوّد تصديق ما يقوله صديقي، أتمنى أن يخيب الموروث الشعبي، ونثبت بأن الأجداد ليسوا على حق دائماً. فشتائنا هذا بدأ بأزمة مازوت خانقة يبدو أنها مستمرة معنا إلى حين غير معلوم. فكيف سنؤمن مازوت التدفئة ونحن عاجزين عن تأمين مقعد في سرفيس نتيجة أزمة النقل بسبب أزمة المحروقات الحالية؟