تغيرت عطلة عيد الأضحى في سوريا، وباتت خيارات السوريين سواء كانوا عوائل أو شباب في قضائها بأقل التكاليف الممكنة. نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها البلاد.
سناك سوري- مراسلون
اعتادت عائلة “نايا” (23) عاماً وهي طالبة في كلية الاعلام قضاء عطلة عيد الأضحى المعتادة على شواطئ الساحل السوري. لكن اليوم توقفت تلك العادة بسبب تضاعف أسعار الشاليهات والمنتجعات وحتى المواصلات. فالبقاء في المنزل هو خيار العائلة لهذا العيد.
«لكي لا تمر عطلة العيد بدون إشغال للوقت قررنا أن نجتمع مع العائلة والأقارب في المنزل» تقول الشابة لسناك سوري.
تشبّه “نايا” مكان سكنها في معرة صيدنايا بالمنطقة النائية التي لا تحتوي الكثير من الخيارات. ويعاني سكانها صعوبة توفير الاحتياجات الأساسية ومشكلة المواصلات حتى أن الذهاب إلى دمشق ولقاء الأقارب تعتبره «فرصة ذهببة».
قرار “نايا” يوافق قرار “عفراء” حتى مع اختلاف المنطقة الجغرافية. فعفراء( ٢٧)عاماً، طبيبة أسنان من سكان مدينة القطيفة ، اعتادت وأهلها الخروج في العيد. لكنهم فضّلوا المنزل هذا العيد واستقبال الأقارب.
ترى “عفراء” بعطلة عيد الأضحى «فرصة للراحة الجسدية»، فالشابة ترفض استغلال أي دقيقة فيه بالعمل. وتُحمّلُ الفتاة العشرينية الظروف الاقتصادية وأزمة النقل السبب بتغير طريقة قضاء عطلة العيد وتأثيرها الواضح على تجهيزاته.
عطلة العيد للعمل الإضافي
سيقضي “حسين” (30) عاماً عطلة العيد في منزله بحمص. يشير الشاب لسناك سوري أنه ينتظر زيارة إخوته وأصدقائه ممن يعيشون في البلاد. وعددهم ليس بالكثير، ليجتمعوا وتبدأ جلسات السهر والسمر، بعد أشهر من الغياب. فظروف الحياة والعمل لم تعد تسمح بالاجتماعات العائلية كما السابق.
يشكل عيد الأضحى فرصة للقاء حسين مع عائلته نظراً لكون ظروف الحياة صعبة. وهو يعمل لفترات طيلة ومن النادر أن تتوفر ظروف مناسبة لاجتماعات عائلية
ويضيف “حسين” « صايرين عم نسرق ساعات اللقاء سرقة، أيام زمان كنا نجتمع بالساعات هلأ الأمور تغيرت. كل واحد بحل وكل واحد بشغله، مننطر العطل الرسمية لنشوف بعض ومنحاول ننبسط بكل دقيقة».
يعتبر الشاب عطلة العيد فرصة للاستراحة من ضغط العمل. لكن الحال ليس ذاته بالنسبة لزملائه. الذين وبحسب ”حسين“ يعملون خلال العيد كأي يوم آخر، مستغلّين العطلة لتأمين دخل إضافي لهم.
بينما “علا” (32) عاماً، والعاملة أيضاً في مجال التصميم الغرافيكي، تقول لسناك سوري أنّ عطلة العيد لن تشملها وستنجز المهام المطلوبة خلال العطلة. لا سيما أن طلبات التصميم تتضاعف خلال فترة العيد، وتتقاضى عليها أجراً أعلى من الأيام العادية. ما يؤمن لها دخلاً إضافياً تحتاجه.
سينام زكريا خلال عطلة عيد الأضحى لهذا العام فهو يعاني قلة النوم نتيجة الامتحانات
وتضيف “علا” أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حالت دون تفكيرها في الخروج مع أصدقائها والترفيه عن نفسها في العيد. خصوصاً مع التكاليف الباهظة لضيافة العيد، والتي حاولت عائلتها تخفيفها قدر الإمكان.
عطلة العيد للنوم
سينام “زكريا” (17) عاماً خلال عطلة عيد الأضحى، فالشاب عليه كسر نوم على حد تعبيره. بسبب سهره خلال فترة الامتحانات.
النوم أيضاً هو خيار الشاب الجامعي “إبراهيم ” (22) عاماً هندسة معلوماتية بالإضافة للعب بورق الشدة، ويشير ابراهيم لسناك سوري أنه ربما يخصص بعض الساعات للدراسة. «بعد العيد مباشرة جاي عمك الفحص» يقول الشاب لسناك سوري.
عطلة العيد للدراسة
ستقضي غنى (22) عاماً عطلتها في دمشق دون أن تذهب لمنزل العائلة في طرطوس. فالشابة ستقضي عطلة العيد بالتحضير للامتحانات الجامعية التي ستبدأ في جامعة دمشق بعد أيام العيد.
تقول الشابة لسناك سوري «الوضع المادي كطلاب لا يسمح لنا بالصرف والتنقل وقضاء وقت مع الأصدقاء». وتلفت « أنها قررت مع جاراتها خلال وقت الفراغ شرب المتة ولعب طاولة الزهر والطرنيب في المنزل ».
وأنتم كيف ستقضون أيام عطلة عيد الأضحى في سوريا؟