الرئيسيةشباب ومجتمعيوميات مواطن

عزومة الرحم في حوران.. تقليد رمضاني افتقده البعض لارتفاع الأسعار

رمضان غادر دون أن تستطيع عوائل كثيرة ممارسة طقسها الجميل.. 150 ألف ليرة تكلفة عزومة العائلة بعد أن كانت 15 ألف ليرة قبل الحرب

سناك سوري – هيثم علي

تفتقد بعض الأسر في محافظة “درعا” لطقس “عزومة الرحم” الذي يعد الأهم من طقوس شهر رمضان الكريم، ويتضمن الطقس اجتماع أفراد العائلة من أخوة وأخوات مع الآباء والأبناء والجدات في منزل واحد، يتناولون الإفطار الرمضاني في تكريس لأهمية صلة الرحم التي تعتبر من أهم العادات والتقاليد المتوارثة خلال الشهر الفضيل.

تقول “خالية الأحمد” الملقبة “أم جمال” من أهالي المدينة، في حديثها مع سناك سوري: «اللمة والجمعة في حوران بشهر رمضان حول المائدة لها متعه خاصة تختلف عن الأيام العادية، فهي تنسيك أي تعب عندما ترى أفراد العائلة مجتمعين معاً الأبناء والأحفاد والأصهار، لكنها غابت هذا العام واستعاضت عنها العائلات بإرسال فروج واحد لبناتها المتزوجات».

يتسلل الحزن اليوم إلى البيوت التي اعتادت أن تمتلىء بأفراد العائلة ،ويتعالى فيها صوت ضجيج الأطفال ولعبهم وضحكاتهم حسب، “أم جمال” التي أكدت أن ارتفاع كلفة العزائم تسبب بتغيير هذه العادة وافتقادها.

“عبد الرحمن أبازيد” الملقب “أبو عبدو”، تحدث عن أهمية هذه العادة، مشيراً إلى أنه على الرغم من تغير الظروف نتيجة بعد المسافات بين أفراد العائلة الذين تغيرت أماكن إقامة البعض منهم بسبب الحرب والارتفاع الكبير بالأسعار، وكلفة هذه العزائم مازال يصر على إقامتها بالحد الأدنى حسب تعبيره، ولكن تبقى أقل مما كانت عليه قبل سنوات الحرب، موضحاً أن كلفة العزيمة اليوم تتجاوز 150 ألف ليرة سورية بينما كانت قبل الحرب لاتتجاوز 15 ألف ليرة سورية.

اقرأ أيضاً: توقعات بارتفاع الأسعار في رمضان.. والتجار: لقد وصلت لذروتها!

“غسان صياصنة”، يشاطر “أبو عبدو” حديثه ويضيف:«أهم ما كان يميز الدعوة أو العزومة خلال رمضان في حوران اجتماع أفراد العائلة، بمنزل الأب أو الأخ أو الجد لإعداد وجبات الإفطار وتناولها معهم في جو عائلي قد لا يتكرر طوال عام»، مؤكداً أنه يتابع هذه العادة التي ورثها عن والده ويتعهد بجمع أخوته جميعاً كل عام في منزل العائلة الذي سيبقى مفتوحاً لهم مهما كانت الظروف.

أما “حسني السرحان” فيحرص على ممارسة هذا الطقس حتى لو اضطر لبيع قطعة ذهب من مصاغ زوجته، وسيقوم بجمع أهله من كل مكان، لافتاً إلى أن العزومة كانت يومية قبل الغلاء حيث يكون الاجتماع بكل يوم عند أحد أفراد العائلة، أما اليوم فقد تغيرت هذه العادة وأصبحت تقتصر على توزيع فروج حي للأخوات أو مايقابله من النقود لدى الغالبية.

اقرأ أيضاً: ارتفاع الأسعار يحرم مواطنين من التحضير لرمضان.. الشراء كل يوم بيومه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى