عدنان مردم بك .. الشاعر البروفيسور رحل قبل رؤية عالم الليل
كتب الشعر منذ السادسة عشر وخلّد اسمه رائداً للمسرحيات الشعرية

بالقرب من سوق “الحميدية” وفي منزل دمشقي عتيق ولد “عدنان مردم بك” عام 1917 شاعراً وابن شاعر سيثبت اسمه كواحد من أهم كتّاب الشعر المسرحي في “سوريا” والعالم العربي.
سناك سوري _ دمشق
ابن الشاعر السوري “خليل مردم بك” نشأ على القراءة من مكتبة والده فنمت موهبته سريعاً، وتفوّق في دراسة العربية، متنقلاً بين مدرسة “الملك الظاهر” الابتدائية وصولاً إلى “المدرسة التجهيزية” التي تسمّى حالياً “جودت الهاشمي” حيث نال منها شهادته الثانوية عام 1934.
درس “مردم بك” الحقوق ونال إجازة بها عام 1940، وتدرّب في مكتب المحامي “سعيد الغزّي” قبل أن يمارس المهنة ثم ينتقل ليصبح قاضياً في “حمص” عام 1948، واستمر بعمله في سلك القضاء حتى عام 1966 حين تقاعد وتفرّغ للكتابة.
منذ سن الخامسة عشرة بدأ “مردم بك” يكتب الشعر وينشره في الصحف والمجلات، وفي سن السادسة عشرة نشر مسرحيته الأولى “فتح عمورية” بمجلة “الشام”، وفي العام التالي تصدّرت مسرحيته “عبد الرحمن الداخل” مجلة “العرفان”.
اقرأ أيضاً:“ماري عجمي” الرائدة النسوية صاحبة “العروس” التي رحلت وحيدة
وتابع تأليف ونشر المسرحيات فكتب “مصرع الحسين” و”جميل بثينة”، فيما كان يواصل نظم الشعر، وكانت قصائده تنشر في المجلات العربية مثل “المقتطف” و”السياسة الأسبوعية” و”الثقافة المصرية” وغيرها.
ونالت مسرحيته “رابعة العدوية” الجائزة الثالثة من “اليونيسكو” ومنح إثرها لقب “بروفسور” ومن مسرحياته أيضاً “مصرع غرناطة، فلسطين الثائرة، دير ياسين، ديوجين الحكيم”، وقد قامت المستشرقة البولونية “إيفا لورنغ” بترجمة معظم أعمال “مردم بك” إلى البولونية.
في 18 تشرين الأول عام 1988 فارق ” عدنان مردم بك” الحياة بعد مسيرة حافلة من الكتابة الشعرية المسرحية، وقد قامت الهيئة السورية للكتاب عام 2014 بطباعة ديوان يضم مجموعة أعماله الكاملة “نجوى، وصفحة ذكرى، وعبير من دمشق، ونفحات شامية، وصور من التاريخ” إضافة إلى ديوان مخطوط بعنوان “عالم الليل” كان قد توفي قبل طباعته.