عدنان خدام … محامي الصلح والنائب التنويري
كان “خدام” واحداً من النواب الذي استجوبوا الحكومة السورية في خمسينات القرن الماضي
سناك سوري- نورس علي
اختار ابن مدينة “بانياس” الساحلية “عدنان خدام” دراسة القانون على الرغم من حصوله على مجموع في الثانوية العامة يؤهله دخول أي فرع جامعي يريده، واعتمد بعد تخرجه عام 1964 أسلوب الصلح بين المتخاصمين تحاشياً لوصولهم إلى قاعة المحكمة ما ساهم في لمعان اسمه بين أبناء مدينته.
في العام 1953 ترشح “خدام” لعضوية المجلس النيابي عن فئة العمال والفلاحين ونقل صوتهم ومطالبهم بزيادة أجورهم بعد أن دخلت الشركات النفطية إلى الساحل السوري مستعيناً بأصوات العمال والفلاحين من أبناء المدينة الذين منحوه ثقتهم ومن أهم المطالب التي عمل عليها لصالح العمال كانت زيادة الأجور و تعديل قانون العمل ليكون قانوناً يحفظ حقوق العمال من التسريح الكيفي والجماعي والذي أُقرّ في الجلسة البرلمانية المنعقدة عام 1956، وفق ما أكده حفيده المحامي “عدنان بشير خدام”.
اقرأ أيضاً:“جلال فاروق الشريف” مؤسس “البعث” الذي عاد “نصيراً”
مضيفاً أن جده طالب الحكومة بتفسير القانون /360/ تاريخ 1957 الذي كان مجحفاً بحق عمال الشركة السورية للنفط، وعليه أصبح مطلبه ملزما للشركة بإعطاء عمالها وعمال متعهديها أجور إجازاتهم الإجبارية، كما استجوب الحكومة آنذاك عن ضغطها على شركة النفط بعدم نقل مكاتبها لمدينة “بانياس” وألزمها بطلب عدم السماح لشركة النفط بمد أنابيب النفط ضمن الأراضي إن لم يكن هناك مصب في المدينة.
في زمن الوحدة بين “سورية” و “مصر” عام 1958 كان ممثلا عن مدينته في مجلس الأمة الذي كان وفياً لقسمه فيه، فلم يشارك في تشكيل حكومة ما بعد الانفصال رغم المطالبات الرسمية الكثيرة له، وخاصة من صديقه المحامي والنقيب السابق للمحاميين “أحمد عمران الزاوي” وفق ما أكده في مذكراته، حيث كان له كلمته الشهيرة “حلفت يميناً على الوحدة ولن أحلف على يمين الانفصال”، وهذا ما كان بالنسبة له ختام العمل السياسي والعودة إلى مهنته وشغفه بالمحاماة التي مارسها نحو /55/ عام ولم يجنِ منها أي أتعاب مادية.
اقرأ أيضاً:“حبيب كحالة” رائد الصحافة الساخرة في “سوريا” “المضحك المبكي”
يصف “فريد قداح” الذي كان الصديق المقرب من “خدام” خبرات صديقه وعلاقته به فيقول:«استنرنا بأفكاره التي وجدناها متطورة كثيرة مقارنة مع البيئة المجتمعية التي كنا نعيش فيها، نهلنا منها كثيراً مما انعكس على طبيعة المجتمع بشكل عام، وأذكر أن فكره التنويري دفعه للحض على الصلاة في أي جامع من جوامع المدينة وريفها، علماً أني كخطيب وإمام جامع لم أفعلها، وكنت ألجأ له للإفتاء بالكثير من الأمور الصغيرة التي لم تشملها النصوص والأحاديث».
سعى “خدام” لحل خلافات الخصوم بجهده الشخصي ولم يلجأ للمحاكم إلا فيما ندر وفقاً لما قاله “طه جمعة” أحد أصدقائه في حديثه مع سناك سوري:«لقد كان مبدأه في حل الخلافات الاستماع للطرف الأول ومن ثم الاستماع إلى الطرف الثاني ومن ثم جمعهما مع بعض لحل الخلاف، وفي حين يتعنت أحد الطرفين، كان يقول له أن كل ما قمنا به من محاولات الصلح وحل الخلاف هنا بالمجان وإذا تحولت القضية إلى المحكمة ستكون مدفوعة الأجر بالكامل ولن أكون مدافعاً عنك بل مدافعاً عن الحق».
يذكر أن المحامي “عدنان يوسف خدام” من مواليد مدينة “بانياس” عام 1925 وتوفي عام 2001.
اقرأ أيضاً:حسن حفار الشيخ الذي غنى لأم كلثوم