عدنان أحمد.. ابن الحسكة يحتفظ بباصه التراثي كذكرى من إدلب
الباص الذي يعمل منذ عام 1986 يفتقد طرقاته التي خسرها بسبب الحرب
يرفض ابن بلدة “الدرباسية” في ريف “الحسكة”، “عدنان عزيز أحمد” التخلي عن الباص التراثي الوحيد من نوعه في المنطقة، ويصفه بأنه قطعة من جسده.
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
يحوي الباص التراثي اعظم ذكريات “أحمد” وأغلاها على قلبه كما قال لـ”سناك سوري”، وأضاف أنه مايزال يتذكر كيف كان ينتقل بباصه بين “الدرباسية” و”رأس العين” سابقاً قبل أن تسيطر عليها الفصائل المدعومة تركياً، ويرى في باصه شيئاً يحمل رائحة المدينة التي لطالما أحبها “رأس العين الجريحة” كما وصفها.
اشترى الخمسيني باصه من “إدلب” عام 1986 بمبلغ 320 ألف ليرة، يقول إن المبلغ هذا كان يشتري أفخم المنازل في تلك الفترة، التي لم تكن أجرة الراكب فيها بين “الدرباسية ورأس العين”، تتجاوز الـ3 ليرات. ويضيف: «كان الباص وسيلة نقل للبشر والبضائع والحلال، والحبوب، لم يكن هناك كثير من وسائل النقل حينها، لذلك كانت “بتاع الكل” حسب كلام أهالي منطقتنا».
لم تقتصر مهام الباص التراثي على نقل الركاب والأنعام، حيث كان الأهالي يحجزون الباص خلال المناسبات وحفلات الأعراس، يقول “أحمد” ويضيف أنه يوماً لم يشعر بالتعب والملل وحتى تلك الذكريات ماتزال صديقته اليوم.
ورغم أن الباصات التي تشبه باص “أحمد” كان مصيرها الترك والتوقف عن العمل مع وصول وسائل النقل الحديثة، إلا أن هذا الباص استمر ويعتبر الأشهر في “الدرباسية” التي مايزال يعمل فيها حتى اليوم. يقول “أحمد”: «لن أترك مقوده طالما أستطيع».
يحرص العم الخمسيني اليوم على نقل الطلاب من “الدرباسية” إلى “القامشلي” أو “الحسكة” خلال الامتحانات، كما ينقل الأهالي إلى البساتين وأماكن التنزه والرحلات. وكل ما يهمه أن يبقى باصه يعمل، ويكفيه أن يقول أهالي بلدته: “عدنان” يؤكد بأن باصه الوحيد في بلدته ومكان ولادته، يقول عن ذلك: «باص “عدنان” التراثي، ويشيرون إليّ بأنه باص “سري كانيه” (يقصد رأس العين)».