أخر الأخبارالرئيسيةشباب ومجتمع

عبد الجليل القدور .. 42 عاماً من بيع الكتب في اللاذقية والشباب الأكثر إقبالاً

الإناث أكثر حضوراً في شراء الكتب .. والجيل الشاب يفاجئ الآخرين بمستوى وعيه

يقف “عبد الجليل القدور” منذ 42 عاماً في شارع “أنطاكيا” بمدينة “اللاذقية” إلى جوار مكتبته التي يفرد محتوياتها في الشارع مستقبلاً القرّاء الذين يحاورهم وينسج معهم علاقة خاصة مدارها الكتب.

سناك سوري _ جولي زوان

بدأت فكرة المكتبة عام 1982 حين كان “القدور” عسكرياً مجنداً في صفوف الجيش، فقرر أن يمارس عملاً إضافياً إلى جانب خدمة العلم. واختار الكتب لسهولة نقلها وإعادة جمعها في مكتبته المتواضعة التي بدأت ببسطة صغيرة توسعت بحبه للمهنة لتضم اليوم آلاف العناوين مختلفة المجالات.

عبد الجليل القدور _ سناك سوري

الحالة المعيشية تنقص أعداد القرّاء

يقول “القدور” لـ سناك سوري أنه فكر يوماً بتغيير مهنة تجارة الكتب نظراً لانخفاض نسبة مبيع الكتب الورقية. فالحالة الاقتصادية الحالية لكل من الطبقتين الفقيرة والمتوسطة تمنعهم من شراء الكتب. حتى لو كانت قراءة الورق ضمن هواياتهم، فهي ليست من ضمن لوازمهم الأساسية. إذا قورنت مع الحاجات المختلفة من المأكل واللباس ومصروف المنزل والأطفال، فرغبتهم وقدرتهم على قراءة كتابين أسبوعياً لا تكفي لتمكنهم من شراء ما يفوق الكتابين شهرياً بسبب حالتهم الإقتصادية.

عبد الجليل القدور _ سناك سوري

أما عن الطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسية. فيشير “القدور” إلى أنهم يأخذون مصاريفهم اليومية من ذويهم. ولا يمكن للطالب بشكل عام أن يفرض على أهله شراء الكتب له باستمرار فسعر الكتاب وسطياً بات 20 ألف ليرة وما فوق الأمر الذي لا يمكن أن تحتمله كثير من الأسر مادياً.

التكنولوجيا في مواجهة الكتاب الورقي

يصف “القدور” الفترة التي بدأ فيها بأنها حقبة نهضة قراءة الكتب الورقية. ويؤكد على نسبة الإقبال الكبير على الكتاب حينها. ولكن تدريجياً بدأت الحواسيب بالانتشار وكان لهذا دور في انخفاض نسبة قراء الكتب الورقية لتأتي بعدها الهواتف المحمولة وتفاقم هذا الإنخفاض.

فالتكنولوجيا الحديثة بحسب “القدور” أمّنت لمحبي الكتب ما يريدون من كتب عن طريق الانترنت. وأصبحوا قادرين على تحميل أي كتاب وقراءته عن طريق الهاتف. مبيناً أن الفترة الأخيرة شهدت بعض التغيير فبعد الإنخفاض في نسبة المقبلين على شراء الكتب عادت النسبة للتزايد اليوم ولكن الأسعار لن تسمح بتزايد كبير.

عبد الجليل القدور _ سناك سوري

إقبال الشباب على الكتب

يؤكد “القدور” الذي يناديه زبائنه وأصدقاؤه باسم “أبو أحمد”. أن فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 إلى 30 عاماً تقصد مكتبته بمعدل يفوق الفئة الأكبر عمراً. فحتى من هم أكبر عمراً يقتنون لأولادهم. موضحاً في الوقت ذاته أن نسبة الإناث اللواتي يقصدن مكتبته أكبر من الذكور.

وعن نوعية الكتب التي تشهد إقبال القرّاء. يقول “القدور” لـ سناك سوري أن الروايات هي الأكثر مبيعاً تليها كتب التنمية البشرية. معرباً عن أسفه لقلة مبيعات كتب الأدب والشعر والفلسفة والدين وفق حديثه.

بائع الكتب العتيق يختم حديثه بالقول أن الكثير من الشباب واليافعين والناشئة بعقول وسوية فكرية تفوق أعمارهم. إذ يقصدون مكتبته طالبين عناوين تخبره عن وعيهم ويتجاذب معهم الحديث ليترك أثراً لديهم من نصائحه وأحاديثه.

زمالة سناك سوري 2024

إشراف: محمد العمر

زر الذهاب إلى الأعلى