“عباس النوري”… حكيم الحارة الذي قال إن التاريخ كذبةّ
في مثل هذا اليوم ولد عباس النوري… أتقن أدواره وأثار جدلاً في تصريحاته
سناك سوري-حسان إبراهيم
عرفه الجمهور في الأدوار الاجتماعية ذات الرسالة الهادفة، كما في شخصية ذاك الكاتب الخارج عن مفاهيم المجتمع وتقاليده البالية التي أداها في مسلسل ‘‘ليس سراباً’’، ولكن شخصية ‘‘أبو عصام’’ والجذب الذي حققته من متابعة جماهيرية في مسلسل ‘‘باب الحارة” تبقى هي أشهر أدوار الفنان ‘‘عباس النوري’’ الذي يصادف اليوم 8-12 ذكرى مولده.
ولِدَ ابن ‘‘الكومسري’’ وهي تسمية الجابي على خطوط الترين كما هو عمل والده في حي ‘‘القيمرية‘‘ القديم في منطقة تسكنها الطبقة الفقيرة من أبنائه تسمى ‘‘الجورة‘‘ وكان ذلك يوم 8 كانون الأول عام 1952، أحبَّ السينما من خلال مشاهدته لإعلانات عروض الأفلام على مداخل صالاتها، وكان يتابعها من خلال عامل السينما المسؤول عن تدوير الفيلم قديماً، هذا الولع دفعه لقراءة الكتب المتخصصة بهذا الفن إلى جانب أخرى تتحدث عن المسرح، شرارة التمثيل في داخله أطلقها من خلال فرقة ‘‘الأضواء’’ التي أنشأها مع بعض زملائه.
‘‘الدغري’’ هو المسلسل الذي أبرز موهبة ‘‘عباس النوري’’ في مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد اختيار الفنان ‘‘دريد لحام’’ له، نجاحه فيه عززه مع مسلسل “الخشخاش” أول أعمال البيئة الشامية التي أظهرت ذاك الشاب الدمشقي بلكنته المحببة، ولكن شواربه المرهونة كأمانة لدى ‘‘أبو عبدو’’ (خالد تاجا) والتي ضاعت عززت من تواجده كممثل لتلك البيئة لاحقاً في المسلسل الأشهر ‘‘باب الحارة’’ الذي أدى فيه شخصية ‘‘أبو عصام’’ حبيب الملايين بل عشراتها ليس في ‘‘سورية’’ فحسب، بل في كل بلدان الوطن العربي.
اقرأ أيضاً: فنانة سورية سترتدي إكسسوارات حفلاتها من صنع طفل التوحد “زيد الشعراني”
رغم دراسته لاختصاص التاريخ في كلية الآداب بجامعة ‘‘دمشق’’ إلاَّ أنّ الجمهور لم يشاهده في أيِّ عمل تاريخي أو كما يقال (الفنتازيا التاريخية) ربما لقناعته بتزوير التاريخ كما أعلن في أحد البرامج الإذاعية وقامت الدنيا عليه ولم تقعد، حين قال إن “صلاح الدين الأيوبي” “كذبة”، وأضاف أن «المصريين في حقبة الرئيس جمال عبد الناصر أرادوا تصدير ما يعرف بالمخلص للأمة العربية، فقدموا صلاح الدين على أنه المحرر للقدس من الاحتلال الصليبي، إلا أن صلاح الدين لم يدخل القدس حرباً، بل دخلها سلماً»، على حد تعبيره.
الرجل الستيني بشعره الشايب مع التسريحة الخاصة به أصبح بطل المسلسلات الاجتماعية بجدارةٍ وامتيازٍ خاص به، البداية كانت مع شخصية الكاتب ‘‘جلال’’ في مسلسل ‘‘ليس سرابا’’ الذي نال عنها عدَّة جوائز تكريم منها جائزة أفضل ممثل عام 2008 في مهرجان ‘‘أدونيا’’ وبعدها أفضل ممثل عربي خلال ملتقى الإعلام العربي في ‘‘الكويت’’ سنة 2009، أمَّا آخرها كان دوره في العمل الدرامي الذي أثار جدلاً واسعاً بعد منعه لعامين متتاليين من العرض وهو بعنوان ‘‘ترجمان الأشواق’’ الذي أبصر النور على الشاشة الدرامية الوطنية هذا العام.
‘‘عباس النوري’’ هو أحد نجوم الدراما السورية بلا منازع إلى جانب بعض من زملاء جيله أمثال ‘‘بسام كوسا’’ و ‘‘نادين’’ و‘‘ أيمن زيدان’’ وغيرهم لكنه استطاع خلق بصمةٍ خاصة به محققاً متابعة جماهيرية في جميع الشخصيات التي أداها والتي أعطاها تميزاً في ذاكرة المشاهدين ومنها شخصية الرفيق ‘‘أبو معتصم’’ في مسلسل ‘‘عناية مشددة’’ الذي هو الآخر جسَّد مقدرته الكبيرة على التألق في أدوار مختلفة بعيداً عن النمطية والتكرار.
أخيراً نذكر بأنَّ الفنان ‘‘عباس النوري’’ متزوج من الكاتبة ‘‘عنود الخالد’’ ولديه ثلاثة أولاد ‘‘رنيم – ميار – ريبال’’.
اقرأ أيضاً: “سليم كلاس” الفنان الذي ارتبط اسمه بالأناقة.. فمن أين جاءت أناقته؟