قال مدير الأمن العام اللبناني السابق، اللواء “عباس ابراهيم”، إن الدول الأوروبية استفادت بدرجة كبيرة من التنسيق بين الأمن العام اللبناني. وبين الأجهزة الأمنية السورية، الذي استمر على أعلى مستوى منذ اليوم الأول لاستلام “ابراهيم” منصبه حتى لحظة مغادرته، على حد تعبيره.
سناك سوري-متابعات
وأضاف “ابراهيم” في لقاء مع “المجلة“، أن الدول الأوروبية أقفلت سفاراتها في دمشق. وهذا ما يعتبره خطأ استراتيجياً كبيراً. لافتاً أنه كان يراجع كل الدول العربية بهذا الخطأ ويطالبهم العودة عنه.
وقال: «عندما تقفل دولة سفارتها في دولة ثانية فهذا يعني أنها أصبحت عمياء طرشاء، إذ ليس من الممكن أن تكوّن أي فكرة عما يجري حقيقة على الأرض».
“عباس ابراهيم” اعتبر أنه حين تقوم دولة ما بالاعتماد على التقارير التي تصلها من دولة أخرى فقط فإن كل شخص سيكتب التقارير وفقاً لأهوائه وآرائه. وقال: “نحن أساتذة في هذا الموضوع”. ورأى أن إقفال السفارات جعل من الأمن العام اللبناني الذي ينسق مع السلطات السورية حاجة لتلك الدول.
وذكر مثالاً على حديثه حصول عملية إرهابية في فرنسا باستاد الرياضة، حيث ضبطت هوية سورية مع جثة منفذ العملية. لتقوم السلطات الفرنسية بإرسال صورة عنها للتأكد من صحة تطابق الشخص مع الهوية. ليقوم “ابراهيم” بهذا الدور، ويحصل على جواب السلطات السورية التي أكدت له أن صاحب تلك الهوية موجود في السجون. ما تسبب بصدمة كبيرة للمعنيين في فرنسا. وقال: «أعتقد أن أوروبا استفادت كثيرا من هذا الموضوع».
وأكد “ابراهيم” أنه التقى في مكتبه مع أشد المعارضين السوريين في محاولة لإيجاد نقاط تواصل بينهم وبين السلطات السورية. ورفض الاتهامات التي قالت إنه قام بتسليم معارضين سوريين إلى دمشق. وأكد أنه نسق مع السلطات السورية لإلقاء القبض على إرهابيين سواء كان في سوريا أم في لبنان. لافتاً أنه موضوع يفخر به.
تحدث “ابراهيم” عن زيارة مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى روما. كذلك زيارة سرية لمدير الاستخبارات الفرنسية إلى دمشق
زيارة اللواء مملوك إلى روما
وخلال اللقاء تحدث “ابراهيم” عن زيارة مدير مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك إلى روما. كذلك زيارة سرية لمدير الاستخبارات الفرنسية إلى دمشق.
وقال إن “مملوك” زار روما بعد تلقيه دعوة من مدير الاستخبارات الإيطالية الذي زار سوريا رفقة “ابراهيم”. وأضاف أن “مملوك” التقى خلال الزيارة وزير الداخلية الإيطالي حينها. لافتاً أن الزيارة أدت لعاصفة ارتدادية في الاتحاد الأوروبي.
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية قد تحدثت عن زيارة مملوك إلى روما عام 2018. وقالت حينها إن إيطاليا أرسلت طائرة خاصة نقلت “علي مملوك”.
وفيما يتعلق بزيارة مدير الاستخبارات الفرنسية إلى دمشق. لم يكشف ابراهيم أي تفاصيل باستثناء خبر الزيارة. وقال إنه لن يذكر التفاصيل لأنها أمانة بين الطرفين، مضيفاً أن تلك الزيارات مجرد نموذج عن زيارات كثيرة مشابهة.
أوستن تايس
وفي عام 2018، قال “عباس ابراهيم” إنه التقى موفداً للرئيس الأميركي دونالد ترامب حينها. يطلب إليه التوسط بخصوص قضية الصحفي الأميركي المختفي في سوريا “أوستن تايس”. وكشف عن زيارة وفد أميركي إلى دمشق بحضوره عام 2019، والذي التقى “مملوك” مع كل الأجهزة الأمنية. ووصفه باللقاء اليتيم.
بينما كان “ابراهيم” يناقش الشروط السورية الثلاثة في الولايات المتحدة صدر تصريح من “ترامب” مستفز لسوريا حين قال إنه يريد اغتيال الرئيس السوري. لتقوم سوريا بإيقاف التفاوض في هذا الموضوع. وأضاف: «اللواء علي مملوك “اتصل بي طالبا تجميد كل الجهد الذي يُبذل في هذا الاتجاه»
وبحسب ابراهيم، فإن سوريا وافقت على النقاش حول الصحفي الأميركي مقابل ثلاثة شروط. الأول انسحاب القوات الأميركية من منطقة محددة شمال شرق سوريا. رفع العقوبات عن سوريا أو بعضها. وإعادة العلاقات الدبلوماسية مقابل تقديم دليل ملموس على كون “تايس” مايزال على قيد الحياة أو ميت.
وبينما كان “ابراهيم” يناقش الشروط السورية الثلاثة في الولايات المتحدة صدر تصريح من “ترامب” مستفز لسوريا حين قال إنه يريد اغتيال الرئيس السوري. لتقوم سوريا بإيقاف التفاوض في هذا الموضوع. وأضاف: «اللواء علي مملوك “اتصل بي طالبا تجميد كل الجهد الذي يُبذل في هذا الاتجاه».
وسبق أن أثيرت أخبار أن اللواء “ابراهيم” يقود مفاوضات بخصوص الأميركي المفقود في سوريا “أوستن تايس“. إلا أن دمشق نفت ذلك لاحقا.