
«رميت همومي بالبحر طلع السمك يلطم»، واحدة من عبارات كثيرة حرص السائقون على تزيين سياراتهم الخاصة والعامة بها في فترة سابقة. كان فيها متسع لخفة الظل في أرواحنا، لكن هل خطر في بالكم أن الأزمة التي غيرت كل حياتنا، قد تكون غيرت أيضاً في تلك العبارات. وكيف كانت لتصبح اليوم؟.
سناك سوري-رحاب تامر
لا تعديل على العبارة السابقة ماتزال معبرة جداً عن الواقع الحالي، ومثلها عبارة “لا تتطلع يا لوح شاريها بطلوع الروح”. أما عبارة “حتى هدف حياتي طلع تسلل”، فمن الممكن أن تصبح “حتى هدف حياتي شاطو الفريق الحكومي”.
“اثنين مالهومش أمان.. الفرامل والنسوان”، عبارة كانت حكيمة في مرحلة ما، والأكثر حكمة اليوم أن تصبح “اتنين مالهومش أمان.. الرقابة والشوئسمو”. في حين تصبح عبارة “عشقت السفر من غدر البشر”، “عشقت السفر من غدر الأسعار”.
مع الارتفاع الهستيري في أسعار الذهب، من المنطقي أن تتطور عبارة “لا تلحقني مخطوبة”، إلى “لا تلحقني غرام الدهب بـ425 ألف”، ومثلها عبارة “مكتوب عالمرايا مخصص للصبايا”، لتصبح “مكتوب عالمرايا مخصص لكارهات الزواج”.
“حبيتك جكر بالناس”، ربما تصبح “حبيتك جكر بالتجار”، أما “يا ناظرلي نظرة حسد شكيتك لواحد أحد”. الأنسب أن تكون “يا ناظرلي نظرة حسد، أنا سوري متلي متلك”، في حين تتطور عبارة “احذر من غضب الملوك وغدر النساء”، إلى “احذر من غضب بيت خالتك وغدر كلماتك”.
اقرأ أيضاً: “خليل” الذي غرس سكيناً عميقاً في قلبي.. سيكبر يوماً – داليا عبد الكريم
“لا تعاند الحر يا طير الحمام”، ليس من الجميل ألا تتحول إلى “لا تعاند الحكومة يا مواطن”. و”شايفك” إلى “مراقب منشوراتك”، و”محروسة من عيون البشر”، إلى “محروسة من عيون الطقس يا كهربا”.
العبارات التحذيرية كانت تملأ المكاري والسيارات، وهي أحوج ما يحتاج سماعه المواطن اليوم إنما بطريقة أكثر صرامة ووضوح. مثلاً عبارة “احذر الملوك ولو ملكوك والنساء ولو عبدوك”، تصبح “احذر المسؤولين ولو وعدوك، والتجار ولو عملولك عروض”. أما عبارة “هيبتك خبيها بجيبتك”، فتصبح “هيبتك امحيها، ماتكون مفكر حالك جبل وجيبتك الله كافيها؟”.

“يا حلم وين المشكلة لو تحققت”، من البديهي أن تتطور إلى “يا حلم شو يعني حلم”، و”ماشي عالهدا مافارق معي حدا”. إلى “عم اشتغل ركض وماعم لحق للجوع والبرد”، و”إذا بدك تعيش حياتك لا تتحدى حماتك”، إلى “إذا بدك تعيش حياتك لا تتحدى أبو حيدر”. و”شايفني عمأتدرج دوبلني وتفرج”، إلى “شايفني عمأتدرج يونس ورانا لا تدوبلني ولا تتفرج”.
“السعادة مثل البالة لقطات”، لابد أن يصيبها التطور هي الأخرى فتصبح، “السعادة تتناسب عكساً مع ارتفاع الشوئسمو”. أو “السعادة مثل الكفاءات هاجرت بالبلم”، وعبارة “إذا رأيت كل شيء جميل فاعلم أنك سكران”، من البديهي أن تتطور إلى “إذا رأيت كل شيء جميل فاعلم أنك مسؤول أو تاجر”.
ولا ننسى عبارات الحب والرسائل المشفرة التي يرسلها السائق إلى محبوبته التي تعرف نفسها أو على الأرجح محبوباته اللواتي يعرفنّ أنفسهنّ. فهناك “يا خضر تحمي هالعيون الخضرة”، تصبح “يا خضر تحمي العيون قشة لفة”. وعبارة “بتهربي تنهرب”، تصبح “مافيني أعملك عرس اهربي معي مامعي فلس”، و”ما دخلني اشتقتلك”، “ما دخلني بمصروفك قدري ظروفي لقدر ظروفك”.
أما عبارة “بس اكبر بفرجيكو”، فلا أجمل من أن تصبح “بس صير مسؤول لبيعكو الفوقكو وتحتكو”، و”وراء كلو مديون امرأة” إلى “وراء كل مديون فريق اقتصادي”.
بالتأكيد لا تتوقف العبارات عند هذا الحد، كان هناك الكثير منها، الذي لابد وأن يجاري الحضارة السورية الحديثة والتغييرات التي طرأت عليها بفعل الحرب والحصار والفرق الحكومية المتنوعة.