تصارع عائلة “رضوان قاسم” آلام الحروق والإجراءات التي تزيد من مصابهم، منذ تعرض منزلهم في “الحسينية” بريف “دمشق” لحريق صبيحة يوم الأربعاء 7 آب الجاري. والذي أدى لوفاة 3 من العائلة البالغ عدد أفرادها 10 أشخاص.
سناك سوري-عبد العظيم عبد الله
الوفاة الأولى كانت ليلة الحادثة لطفل عمره سنتان ونصف، لم يحتمل جسده شدة الإصابة. تلاه وفاة شقيقته وعمرها 14 عاماً، وآخر وفيات العائلة كان شاباً عمره 24 عاماً توفي مساء أمس الأحد متأثراً بإصابته. فيما يعاني الأفراد الآخرون من إصابات بليغة أغلبها خطر.
وتحدثت “آلاء حسين” 40 عاماً وهي إحدى أفراد العائلة الملازمة للمصابين، عن المعاناة الكبيرة التي تكبدها المصابون وأغلبهم من الأطفال. حيث تم إسعاف المصابين إلى مشفى المجتهد الذي استقبل 5 منهم وأرسل الباقين إلى مشفى المواساة.
وبحسب ما ذكرت “آلاء” فإن مشفى المجتهد أعطاهم ثلاث وصفات أدوية ليشتروها من الخارج، بقيمة مليون ليرة لكل وصفة. كما أنهم طلبوا إليهم إحضار “الشاش”، مضيفة أن المشفى أرسلت اثنين من المصابين إلى مشفى “الشيخ زايد” لأنهما يحتاجان منفسة، وفي اليوم التالي تم إخبارهم في مشفى الشيخ زايد أنهم سيعيدون المصابين إلى المجتهد لأن وضعهم مستقر ولا يحتاجون إلى منفسة.
“كل حدا عميزتها عالتاني”، تقول السيدة، وتضيف أنهم ذهبوا يشتكون لمدير الصحة. ومنذ ذلك الوقت تحسن وضع المعاملة قليلاً، في حين نفى مدير مشفى “الشيخ زايد” أمام مدير الصحة أن يكونوا طلبوا إعادة المصابين إلى المجتهد.
تقف “آلاء” أمام أفراد العائلة الذين تبدو صورهم مؤلمة (نعتذر عن نشرها كما وردتنا)، فما بين طفلة محروقة الوجه، وآخر يغطي الشاش جسده. بينما يتوزع أفراع العائلة على ثلاث مشافي. وتقول لـ”سناك سوري”: “مابعرف الغلط وين للأسف مافيه رعاية أو اهتمام، معك مصاري بتتعالج، ما معك مصاري بتموت والله معك”.
ويحتاج المصابون الذين تبقوا بعد وفاة ثلاثة منهم، إلى علاج طويل الأمد بكلفة مالية كبيرة نظراً لحروقهم الكبيرة والممتدة في كل أنحاء جسدهم. ما يتطلب مرونة أكبر وتعاطفاً خلال التعاطي معهم في المشافي الحكومية.
كما يحتاجون إلى رعاية طبية كبيرة وتعاطف إنساني مع حالتهم بالدرجة الأولى نظراً لهول الفجعة. ومنظر الحروق التي تغطي أجسادهم بالكامل لا يبدو أنها تحتاج إلى رعاية طبية فقط. إنما إلى رعاية نفسية واهتمام لتجاوز الآلام والصدمة النفسية التي سيشعرون بها حين يستفيقون ويدركون ما حلّ بأجسادهم وإخوتهم.
وكانت وزارة الداخلية قد قالت في بيان لها يوم الحادثة، إن 10 مواطنين أصيبوا نتيجة نشوب حريق في منزلهم ببلدة “الحسينية”. وأضافت في بيانها أن سبب الحريق بعد التحقيق الأولي هو تسرب مادة الغاز ضمن المنزل. ما أدى لاشتعاله واحتراقه بالكامل، لافتة إلى أن التحقيقات لا تزال مستمرة.
جراحات تجميلية في شعبة الحروق
وفي لقاء له شهر أيار الفائت، قال رئيس شعبة جراحة التجميل والترميم والحروق في مشفى “المجتهد”، الدكتور “وائل البرازي”. إنهم يقدمون العلاج لعشرات المراجعين يومياً رغم تواضع الإمكانات.
وأضاف وقتها في تصريحات نقلتها تشرين المحلية. إنهم يجرون عدداً من الجراحات الترميمية بموازاة عدد محدود من الجراحات التجميلية، التي لا تتجاوز عملية أو اثنتين مثل “شد الأجفان” وغيرها على حد تعبيره. بينما معظم العمليات الجراحية غالباً ما تكون ترميمية لشلل عصب وجهي أو تشوهات وغيرها.
ويعاني القطاع الصحي في سوريا من قلة الكوادر نتيجة هجرة كثير من الأطباء، إضافة إلى قلة الإمكانات داخل المشافي الحكومية. التي بات معظمها يطلب إلى المرضى إحضار أدويتهم وكافة مستلزمات العلاج تقريباً من الخارج.