طلاب ومدرّسون يشاركون في الإضراب التعليمي .. ووقفة تضامنية أمام مدرسة المختطَف
التربية: أمن المعلم والطالب خط أحمر .. وبيان الداخلية يتجاهل جريمة قتل مدرّسة في حمص

أضربت عدة مدارس في “اللاذقية” و”حمص” اليوم عن الدوام احتجاجاً على حوادث العنف التي تستهدف القطاع التعليمي لا سيما حادثة خطف طالب في “اللاذقية” وجريمة قتل مدرّسة في “حمص”.
سناك سوري _ متابعات
وانتشرت دعوة للإضراب في القطاع التعليمي للتعبير عن رفض أشكال العنف والاستهداف الذي يحدّ من الوصول إلى الصروح التعليمية، ويحوّل أماكن التعليم لساحة استهداف طائفي، لا سيما بعد حادثة إطلاق النار على المدرّسة “ليال غريب” أمام مدرستها في “حمص”، واختطاف الطالب “محمد قيس حيدر” أمس من أمام مدرسته في “اللاذقية” على أعين زملائه والمارة، وتعرّض الطالب “ريبال بركة” لاعتداء أمام جامعته “الجزيرة الخاصة” أدى لإصابته بكسور خطيرة في الرأس.
وحدّدت الدعوة يوم الأحد القادم 12 تشرين الأول موعداً لتنفيذ الإضراب، عبر الامتناع عن إرسال الطلاب إلى المدارس والجامعات، وامتناع العاملين في القطاع التعليمي عن الذهاب لأداء مهامهم التعليمية والتربوية بالكامل.
اعتداء على ريبال بركة في جامعته بدافع طائفي .. وشجاعة استثنائية لزميله في حمايته
في حين، انتشر مقطع مصور لمدرسة “جمال داؤود” الواقعة في “المشروع العاشر” بمدينة “اللاذقية” والتي اختطف الطالب “محمد قيس حيدر” أمام بوابتها صباح أمس، حيث تظهر باحة المدرسة خالية من الطلاب، بينما نفّذ عدد من أعضاء الكادر التدريسي وأهالي الطلاب وقفة تضامنية صامتة، رفعوا خلالها شعارات تدعو لإعادة “محمد” لذويهِ سالماً.
التربية: أمن المعلم والطلاب خط أحمر
وزارة التربية والتعليم أصدرت اليوم بياناً أعربت فيه عن حزنها وأسفها إزاء أي حادثة تمس كرامة وسلامة المعلم والطالب، دون أن تأتِ على تسمية الحوادث التي وقعت خلال اليومين الماضيين وضحاياها.
وأضافت الوزارة أن أمن وسلامة المعلم والطالب، ونبالة مهنة التعليم ومكانتهما خطوط حمراء لا يُسمح بتجاوزها تحت أي ظرف، كما أن حماية البيئة المدرسية مسؤولية وطنية تتطلب تضافر الجهود كافة وفي مقدمتها المجتمع المحلي للحفاظ على أمن المدرسة، بينما لم يشِر بيان الوزارة إلى أن مسؤولية حفظ الأمن ومنع حوادث إطلاق النار والخطف لا يندرج ضمن مهام المجتمع المحلي بل الجهات الرسمية.
إلا أن “التربية” قالت أنها تنسّق بشكل مباشر ولحظي مع وزارة الداخلية والمحافظين لاتخاذ الإجراءات الفورية والرادعة حفاظاً على سلامة الأسرة التربوية واستقرار العملية التعليمية في كافة المدارس.
الداخلية: جهودنا مستمرة للوصول إلى الطفل
أما وزارة الداخلية فأصدرت ليل أمس بياناً قالت فيه أنها تتابع قضية خطف الطفل “محمد قيس حيدر” باهتمام مباشر، وأن قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية أوعزت إلى الجهات المختصة بالتحرك الفوري وبدء التحقيقات وجمع المعلومات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتحديد هوية الفاعلين منذ ورود البلاغ.
وأكد الأمن الداخلي أن الجهود الميدانية متواصلة على مدار الساعة لضمان الوصول إلى الطفل وتحريره بأمان والقبض على المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
إلا أن بيان الداخلية اقتصر على حادثة خطف الطالب “محمد”، ولم يصدر عنها في المقابل أي إشارة إلى ملابسات حادثة إطلاق النار على المدرّسة “ليال غريب” في “حمص” والتي أودت بحياتها أمام باب مدرستها.
الفوضى الأمنية والتحريض الطائفي يجتمعان في اتساع رقعة العنف في البلاد عموماً، وتزايد حوادث استهداف القطاع التعليمي بمدرّسيه وطلّابه خصوصاً، فيما ترتفع المطالبات باتخاذ إجراءات ملاحقة ومحاسبة واضحة تشكّل رادعاً حقيقياً يمنع استمرار الحالة الراهنة، ويمنح الأمان للأهالي لإرسال أبنائهم إلى المدارس وللمدرّسين لمتابعة مهامهم التعليمية.