الرئيسيةشباب ومجتمع

طلاب في درعا يفكرون بتغيير فرعهم الجامعي بسبب مصاريف النقل

أجور النقل مشكلة كبيرة يواجهها الشباب الجامعي في سوريا

تقضم المواصلات الكثير من وقت ونقود طلاب الجامعة في محافظة درعا، خصوصاً الذين يدرسون خارج محافظتهم. ما يدفع بعضهم للتفكير بتغيير الفرع والانتقال إلى فرع موجود في مدينتهم.

سناك سوري-هدى الحراكي

تضطر طالبة الطب “رند الحريري” للاستيقاظ يومياً عند الخامسة صباحاً، لتصل إلى جامعتها في الوقت المناسب. حيث يبدأ الدوام عند الثامنة صباحاً.

“رند” 23 عاماً، طالبة في السنة الثالثة بكلية الطب في الجامة السورية الخاصة على أوتستراد درعا دمشق. تضطر للاستيقاظ يومياً عند الخامسة فجراً لتلحق بوسيلة نقل تقلّها إلى جامعتها. التي لا تحتاج في الظروف العادية لأكثر من ساعة لتصل إليها. بينما تحتاج اليوم بسبب أزمة النقل إلى أكثر من ضعفي المدة. كما تقول لـ”سناك سوري”.

حال “رند” كمعظم طلاب المحافظة الذين يدرسون خارج درعا، حيث يضطرون للاستيقاظ يومياً للحاق بوسائل النقل. عوضاً عن استغلال الوقت للدراسة أو العمل أو حتى الراحة.

ويضطر كثير من الطلاب للانتظار مدة طويلة تتجاوز الساعة للحصول على مقعد في سرفيس. لدرجة قد تدفعهم للركوب في أي وسيلة نقل سواء شاحنة أو سيارة خاصة فالمهم هو الوصول والاستراحة من عبء الانتظار سواء تحت الشمس الحارقة أو البرد القارص.

أكثر من 100 ألف ليرة يومياً للمواصلات

يروي طالب السنة الرابعة بالهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق، “محمد الأحمد”، لـ”سناك سوري” كيف حاول إيجاد منزل يستأجره في دمشق مع زملائه، إلا أن محاولاته باءت الفشل. ما اضطره للذهاب يومياً إلى جامعته عبر وسائل النقل.

إلى جانب أعباء التنقل، هناك الأعباء المادية فالطالب يدفع يومياً أجرة نقل 20 ألف ليرة ليصل لدمشق. ثم يضطر لركوب تاكسي توصله إلى جامعته لعدم توافر سرافيس بمعظم الأحيان. ولا تقل أجرة التاكسي عن 50 ألف ليرة. أي أن الطالب يدفع يومياً أكثر من 100 ألف ليرة فقط للمواصلات.

لا تتوقف الأعباء المادية هنا، ففي أوقات الامتحانات يضطر الشاب للحصول على تاكسي خاصة من درعا إلى دمشق بكلفة 700 ألف ليرة. نتيجة الزحام الكبير الذي قد يمنعه من الوصول إلى امتحانه فيما لم يحصل على تاكسي خاصة.

يقول “محمد” لـ”سناك سوري”، إن فكرة التوقف عن الدراسة أو تغيير الفرع إلى فرع موجود في درعا، أمر يراوده باستمرار. إلا أنه لم يأخذ قرار فيه كونه وصل إلى آخر سنوات الدراسة ولا يريد خسارة مستقبله.

تلك الظرف التي تدفع بعض الطلاب إلى التفكير بتغيير الفرع الجامعي إلى آخر موجود في درعا. قد تدفع العديد من الناجحين بالثانوية لأخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار، وبالتالي اختيار فرع جامعي بعيد عن أحلامهم لمجرد أنه قريب ويوفر العناء والمال.

تبلغ الأجرة الرسمية لسرفيس “دمشق-درعا” 15 ألف ليرة للراكب الواحد. لكن معظم السائقين لا يقبلون بها، كحال “كريم” 40 عاماً، الذي قال لـ”سناك سوري”، إنه يضطر لشراء المحروقات بالسعر الحر فالمخصصات غير كافية. كما أن أجور الصيانة وتبديل الإطارات مرتفعة، لذا فإنه يطلب 20 ألف ليرة ويراه مبلغاً عادلاً بعض الشيء.

السكن الجامعي ليس حلاً

في حالة “رند” لا تستطيع الحصول على سكن جامعي لعدم توافره في جامعتها الخاصة. وبالنسبة لبقية الطلاب كثر منهم لا يحبذونه نتيجة الزحام الكبير في الغرفة الواحدة.

“ميا” 20 عاماً طالبة سنة ثانية بقسم الفلسفة بجامعة دمشق، قالت لـ”سناك سوري”، إنها بعد عناء طويل حصلت على غرفة بالسكن الجامعي. لكن الزحام فيها خانق وتضم 6 طالبات ما يجعل جوها غير مناسب للدراسة إضافة إلى افتقاد الخصوصية.

يذكر أن مصاريف النقل وأعباءه تؤثر سلباً على الطلاب في كل المحافظات السورية، حيث تبدو المشكلة واحدة تقريباً. وتستلزم حلاً سريعاً، قبل أن يصبح التعليم حكراً على الطلاب الميسورين فقط.

زمالة سناك سوري 2024

 

زر الذهاب إلى الأعلى